لا تعتبر إعادة طرح مشكلة يومية قائمة تكرارًا، إنما مجهود مطلوب لإبعاد شرهم عن حياتنا، فلا يمكن السكوت عن حال كثير من سائقي الشاحنات وما آلت إليه أوضاعهم بعد الاستهتار الجماعي المستشري الذي يهدد أرواحهم وأرواح مستخدمي الطريق، فهم ما بين تجاوز وتخطٍ للسيارات بشكل بهلواني، إلى عدم الالتزام بالمسار الأيمن والتسابق ورفع السرعة إلى مستوى غير آمن، وعند أية مفاجأة ستكون هناك مشكلة كبيرة، فحتى لو سلمت الأرواح فإنك ستجد تعثر سياراتهم وانقلابها بكثرة دليلًا موثقًا في مواقع التواصل الاجتماعي على استهتارهم وتسببهم في تعطل الحركة المرورية لساعات طويلة، ما يكبد القطاع التجاري والصناعي والخدماتي خسائر مادية كبيرة، ويؤخر الناس عن مشاويرهم وقضاء حوائجهم، علاوة على تضرر المرافق العامة وحواجز السلامة على الطرق، بل إنك تجد بعضهم يقوم بحمل حمولات لا تتناسب مع أبجديات السلامة، حيث يضع -مثلًا - أسياخ الحديد دون أية علامة حمراء تحذيرية، وتجد هذه الأسياخ التي لم تربط بشكل جيد تتدلى مع كل مطب، ورحمة الله وحدها هي ما يحول بين حدوث كارثة أو حادث يزهق أرواح الناس، وأما استعمالهم الهاتف النقال حال القيادة فحدث ولا حرج، وهناك العديد من مقاطع الفيديو التي توثق هذه الممارسات الخطرة التي يغص بها الفضاء الإلكتروني، وهي كافية لتخيل اللامبالاة التي يعيشها هؤلاء.
مؤخرًا نظمت الإدارة العامة للمرور مشكورة بالتعاون مع شركة البحرين (أماكن) فعالية في أحد الأندية الخاصة بالوافدين، وذلك بغرض توعية سائقي الشاحنات وعمال شركات توصيل الطلبات وتعزيز السلامة على الطريق، وهذا المجهود المبذول يسهم في تعزيز وعي هذه الفئة.
ونحن إذ نشيد بهذه الخطوة نؤكد ضرورة زيادة نشر المواد التثقيفية لهم بلغتهم الأم، والتنسيق مع سفارتهم العاملة في البحرين بهذا الصدد، فهُم فئة كبيرة على أرض الواقع، ولابد من توفير ثقافة مرورية خاصة بهم، فكثيرون منهم يفتقدون حس السلامة واستشعار مسؤولية الطريق، ونشيد بخطوات الإدارة العامة للمرور في تغطيتها الإعلامية لحملات ضبط المخالفين منهم ونشرها في قنواتها عبر مواقع التواصل، ما له الأثر الطيب في التزام كثير منهم وزرع الخوف في نفوس المستهترين، فحبذا لو تم تكثير مثل هذه الحملات ونشرها.