في ليلة من ليالي الصيف استيقظ رب الأسرة على صوت عالٍ مخيف كان يصدره من الفزع عصفور العائلة الذي كانت تربيه داخل المنزل، ليكتشف بذلك نشوب حريق انتشر في أرجاء المنزل، ولم تعد بينه وبين أن يلتهم المنزل بمن فيه سوى دقائق معدودة، فشرع بسرعة في إخراج أولاده قبل فوات الأوان، فأنقذهم بحمد الله وأنقذ معهم ذلك العصفور الذي لم يلبث أن مات بعدها متأثرًا بالحرارة وآثار الدخان، وقد تبين بعدها أن سبب الحادث كان جهاز بطارية “بور بنك” الخاص بالشحن المتنقل، حيث ارتفعت حرارته، ما سبب اندلاع ذلك الحريق، في وقت لم يكن قد انتشر فيه استخدام أجهزة إنذار الحريق في المنازل، ولكن ومن لطف الله أن أنقذهم بذلك العصفور المسكين.
ومن عجيب ما ورد في الحديث الشريف أن هذه النار عدو للإنسان، وأنه مأمور باتخاذ الحيطة والحذر في التعامل معها، ولا شك أن للحرائق أسبابًا متعددة، ونحن بحاجة إلى حصرها وتحديدها بشكل واضح وسليم حتى يتسنى نشرها بشكل ميسر للناس وإطلاعهم على تلك الأسباب بشكل أكثر تفصيلًا ليأخذوا الحيطة والحذر، فلا تتكرر. جهود رجال الدفاع المدني والإطفاء والإسعاف تستحق كل التقدير والشكر، لكن على الناس واجب الأخذ بأسباب الأمن والسلامة، والوقاية خير من العلاج، ومن المهم في هذا السياق إعداد إحصاءات سنوية لتعريف الجمهور بالأسباب المختلفة لنشوب حوادث الحريق وقياس الارتفاع والانخفاض الحاصل فيها، ما يعزّز ثقافة السلامة العامة عند الناس وإحساسهم بالمسؤولية، إضافة لتوفير منافذ بيع إضافية وبأسعار أفضل في الأسواق الكبرى الأكثر ارتيادًا من الجماهير لأجهزة الكشف عن الدخان ومستشعرات تسربات غاز الطبخ، وفوط إطفاء الحريق الخاصة بالمطابخ، وأسطوانات مكافحة الحريق.
وأذكر أن نائب دائرتنا قام بتوزيع هذه الأجهزة ضمن حملة توعوية لأبناء الدائرة، وكانت بادرة طيبة، حبذا لو احتذتها مؤسسات المجتمع المدني، رحم الله ضحايا حادث الحريق الأخير، وجبر مصاب ذويهم، والله يحفظكم ويرعاكم.