يحكى عن امرأة برازيلية دخلت أحد “الأتوبيسات” المزدحمة، فاغتاظت كثيرا لأن أحدا من الرجال لم ينهض ويعطها مقعدا، انتظرت قليلا ثم قالت “كم ينقصنا من تربية”، وأخيرا رفع رجل نظره إليها وقال مازحا “سيدتي إن الذي ينقصنا ليست التربية، إنما مجرد مقاعد”.
هذه القصة تنطبق على الكثير من المناطق عندنا، والتي من الصعب جدا فيها الحصول على موقف سيارة، كالمنطقة الدبلوماسية التي تحتاج من الشخص إلى خصائص نضالية وبذل جهد خرافي للظفر بموقف لسيارته، والعجيب الذي يدخل مجاهل العقل والقلب أن حاضر المنطقة كماضيها، فالمشكلة التي يعاني منها المواطن لا تزال موجودة ضمن الجوهر، زادت البنايات والمؤسسات والدوائر الحكومية والخاصة، وتم إنشاء مواقف متعددة الطوابق ومع ذلك النتيجة لم تتغير، وكأنه لا اعتبار للتوسع المستقبلي.
وفي الجهة المقابلة للمبنى القديم لأرض المعارض تتمنى التنقل بدراجة نارية أو هوائية بدل سيارتك، ففي هذه المنطقة يوجد أكثر من مبنى حكومي خدمي ومثل ذلك من القطاع الخاص من شركات ومؤسسات، والبحث عن موقف لسيارتك في المنطقة الرملية أو على الرصيف مثل الإحساس بخضوعك لسيطرة حلم كئيب، وفرحة الحصول على موقف صدفة تعادل فرحة الحصول على شهادة جامعية، ولا أعلم كيف يتصرف ذوو الاحتياجات الخاصة وكبار السن الذين يجدون حتما صعوبة في الوصول إلى مباني الخدمات.
وهناك سوق المحرق الذي يشبه رحلة ابن بطوطة في البحث عن موقف للسيارة، وكل هذه القصص الثابتة تبرز في قلب تحديات التخطيط ورفع كفاءة المواقف العامة للحد من الاختناقات المرورية والتأثيرات السلبية على المواطن.