أستغرب من بعض الناس الذين يشبهون الديدان والغربان والأفاعي في تفكيرها، أي الذين لا يلتزمون بالقوانين واللوحات الإرشادية ويهوون إلى مهاوي الشياطين في خبثهم وشرهم، فبالرغم من أننا في حضارة جديدة إلا أن منابع التخلف ما زالت موجودة بكل اللغات القائمة.
توقف سيارتك في أحد المواقف ملتزمًا بالقانون، وبعد عودتك من المجمع أو المحل تجد أحدهم يقفل عليك الطريق بسيارته ويتركك تنتظر حتى تلهب سياط السأم ظهرك، وفي هذه الحالة تفتش عن أي شيء لتجده وتجمع شتات نفسك وتتصل في إدارة المرور لتنقل لهم الحدث والشكوى عبر رقم سيارة ذلك السراب الذي يتنقل في البر والصحراء، وبعد عقم روحي وانتظار يقلب كل الموازين والأثمان تراه قادمًا من بعيد على اختلاف عمره وشكله ويرد عليك ببرود “مسامحة.. كنت بس عند المحل... وإلخ”. أمثال هؤلاء الناس لا يفرقون أصلًا بين الرضيع واليافع، فكل تقديرهم صحيح وتقويمهم سليم، ولا يهتمون بقانون ولا إرشادات، وما أكثر ما نشاهد في حياتنا اليومية أشخاصًا بهندسة وراثية غريبة يقفون في المواقف المخصصة للمعاقين في مختلف المناطق، والأحداث تصل إلى ذروتها عندما يصل أحد المعاقين ولا يتمكن من الحصول على الموقف المخصص له، بسبب إشغاله من قبل شخص سوي ولكنه في عرف القانون يعد متجنّيًا على حقوق الآخرين. وهناك فئة أخرى يرفس العناد والتخلف جمجمتها وهي التي ترمي المخلفات والقمامة في الأماكن التي تنبه على عدم رمي القمامة.
بالمنهج العلمي التحليلي لا تهمك المظاهر، فهذه النماذج وإن بدت حسنة المظهر إلا أنها سيئة الخلق بعدم احترامها القوانين والنظم والتصرف بأنانية وعدم المسؤولية تجاه الناس.