مشكلة ضرب القطط ودهسها في الشوارع هي كأية مشكلة اجتماعية أخلاقية لا تطرح بشكل مجرد، إنما من خلال توعية الناس بأهمية الرحمة والإنسانية والرفق بالحيوان وتعزيز الوعي الأخلاقي أيضا، بمعنى.. إنسان ينفعل بالحس ويلتزم بالعقل وتعاليم ديننا الحنيف ولا يؤذي هذه المخلوقات البريئة التي كتب عليها أن تقبل الهزيمة والألم وفراق صغارها وقصر عمرها. والمشكلة الكبرى أن مصدر المأساة هو الإنسان، وليس هذا مجال البحث المطول في هذا الشأن، لكنني وددت أن أغرق أشعارًا دافئة في بحر من المناقشات الباردة، وأقترح على مجلس بلدي الجنوبية تخصيص محطات عديدة لإطعام قطط الشوارع مزودة بمياه نقية وطعام جاف على مدار الساعة، كما هو موجود في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وسبق وأن طرحت هذه الفكرة من قبل، لكن على ما يبدو تمت قراءة المقال بعينين باردتين، مع أن الحروف سوداء مرصوصة ومنظمة.
من الضروري العمل على التغلب على المخاوف واستصغار الاقتراحات والملاحظات التي تصدر من المواطن، لأن الصالح العام مسؤولية، وترتيبًا على هذه المسؤولية ينبغي إلغاء الامتيازات الوظيفية والتعاون مع المواطنين واتباع استراتيجية التقدم في طرق التعامل وحماية القطط السائبة وإطعامها، وهو الدور الذي يفترض أن تلعبه البلدية، فكل قصة نجاح بدأت بفكرة وخطوة، فما أسهل صناعة صندوق خشبي يناسب حجم كل القطط، ووضعه في أماكن آمنة بعيدًا عن المرور وبجانب مصادر الأكل والشرب، ويتم توزيع الصناديق بشكل مدروس في الأحياء والتعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان لإيجاد متطوعين يضعون الطعام في الصناديق، وغيرها من المقترحات التي لا تحتاج إلى بحث عميق، إنما إلى مبادرة، إلا إذا اعتبرتم أن المسألة مضيعة للوقت.