العدد 6042
الأربعاء 30 أبريل 2025
الأغنية البحرينية لم تعد كما كانت
الأربعاء 30 أبريل 2025

 ثمة ظاهرة خطيرة تشغلني وهي تغير الذوق وتغير المثاليات والجماليات، والأهم تغير اللغة في الأغنية البحرينية التي لم تعد كما كانت، وأصبحت ذات صبغة غريبة وتفتقد عناصر النجاح، وكل ذلك بسبب فوضى التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وغياب الكلمة الجميلة وتبني وجهة نظر خاصة لا تعبر عن روح مجتمعنا وأصالته، فكل من هبّ ودبّ أطلق على نفسه مطربًا وحاول التأثير على المستمع ليكون قابلًا للاقتناع به، وفي هذا المجال يدور الصراع على جذب المستمع ولكن دون جدوى.
الأغنية البحرينية الحديثة – كما يجب أن نسيمها – لا تلاقي ترحيبًا كبيرًا من قبل المستمعين، فقد اختلط الحابل بالنابل واختفت متانة البناء والألحان المتميزة، إلا فيما ندر، ولهذا نجد الحفلات التي يقدمها المطربون الكبار كأحمد الجميري، ومحمد عبدالرحيم، وغيرهما، مع فرقة البحرين للموسيقى في مختلف المناسبات، تكون متميزة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوجدان والماضي الجميل.
في بعض الدول ينضم إلى الجهات المسؤولة عن الأغنية فريق عمل مكون من فئات أخرى غير موضوعة في الاعتبار، بالإضافة إلى كبار الشعراء والموسيقيين والمؤدين، ويشارك في تخطيط وتنظيم الأغنية على المستوى الصحيح علماء النفس والاجتماع وكبار الفلاسفة والمفكرين وخبراء التخطيط وعلماء تحليل المضمون، وذلك لتحليل كلمات الأغنيات وألحانها وأصواتها ودلالات الألفاظ وإيحاءاتها وآثارها النفسية طويلة الأمد على شخصية المتلقي للأغنية، وهذا يعني أن للأغنية تأثيرًا كبيرًا في المجتمع وينبغي أن تسير على القاعدة الذهبية لكي لا تتعثر وتتوقف أو تتحول إلى الجفاف.
إن لم تكن الأغنية قادرة على تحريك المشاعر والوجدان على المستويات كافة، فستكون ناقصة وبلا جدية.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .