العدد 5997
الأحد 16 مارس 2025
المرأة شريكة في التنمية
الأحد 16 مارس 2025

خلق الله المرأة في أحسن تكوين لتكون عضدًا للرجل، وجعل الله الجنسين مكملين لبعضهما، فالمرأة لا تختلف عن الرجل في أداء الأعمال، الأعمال اللائقة بها، والتي تستطيع أداءها بحكم تكوينها الجسدي، وبالرغم من ذلك فالمرأة في جميع البلدان وفي أكثر البيوت تعاني من العُنف المجتمعي والتعسف الأسري، والتهميش التشريعي، وسلطة القانون الذكوري عليها.
خرجت المرأة من البيت وتعلمت وعملت وتحملت المسؤوليات وجابهت التحديات إلا أن قوانين الأمم جعلت المرأة تشعر باليأس والإحباط، حيث أبقتها في دائرة القلق، وتعددت مسميات هذه القوانين ــ بالمنع والذي لا يجوز والعيب والعادات والتقاليد و “حكي الناس” - أسماء متعددة والهدف واحد هو منع المرأة من نيل حقوقها. وبسبب هذه القوانين تواجه المرأة العديد من التحديات الجديدة كل يوم، تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية ومهنية وحقوقية وحياتية شتى، والتي تؤثر في حياة المرأة وتقلل من دورها المجتمعي والمعيشي والإنساني، وعلينا السعي للقضاء على الأعراف المجتمعية التي تشمل كل أنواع التمييز والتي تخلق ظروفًا تمنع النساء والفتيات من نيل جميع حقوقهن، وبتغيير القوانين التي تجعلهن عرضة للعُنف الأسري والمجتمعي والزواج القسري المبكر وتشويه الأعضاء التناسلية.
المرأة شريكة في التنمية، وأساس التغيير الاجتماعي، وعند إطلاق العنان لإمكانات المرأة يستفيد كل أفراد المجتمع وتتحقق أهدافه، فالمرأة تملك القدرة على التأثير والإبداع في شتى المجالات، والمجتمع بحاجة إلى هذا الدور لتحقيق مجموعة من الأهداف، منها “تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة عبر الأهداف الاقتصادية والاجتماعية التنموية المستدامة”، بجانب حفاظها على دورها وواجباتها الأسرية بكل كفاءة واقتدار، والمرأة ليست بحاجة ليوم عالمي واحد، فهي تستحق الاحتفال بها كل يوم.
وبالرغم من القرارات الأممية والقوانين الوطنية إلا أن المرأة تعيش في ظل ظروف صعبة وتحديات عدة تواجهها، فمازالت المرأة تناضل للحصول على حق التعليم، وهناك نساء يتعرضن للاختطاف والاغتصاب، وكذلك المرأة الفلسطينية محاطة بدائرة من الظروف السياسية والاجتماعية، واعتداءات وحشية واعتقالات تعسفية وممارسات قاسية وظالمة من قبل سلطات الاحتلال، بجانب الظروف المعيشية القاسية والفقر المستمر، إلا أن المرأة الفلسطينية مستمرة في مواجهة ذلك بكل قوة وإصرار، وتظل مصدر إلهام وتأثير في النساء حول العالم. لنشارك المرأة في احتفالها بيومها، ولنكسر الحواجز، ولنرفض الصور النمطية لها، ولنهيئ البيئات لاحترام كل نساء العالم. فتحية لكل امرأة تناضل من أحل تحقيق أحلامها من أجل مستقبل أفضل لها ولأسرتها وبلدها، ويوم عالمي سعيد لكل النساء.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .