شهر رمضان الفضيل من نعم الله علينا، فصيامه من أركان ديننا، وفيه تبتعد النفس عن المعصية، وتتقوى فيه العبادة في إحسان وخشوع، وأن يسلك العبد نهج الصوم المسدد بصمت جوارحه ولسانه وبطنه والابتعاد عن المحرمات وكل الوسائل التي تفسد الصيام وثمرته وجمال خيره.
في هذا الشهر الفضيل الذي أنزل فيه القرآن تتغير الكثير من الأشياء إلى الأفضل والأحسن، تتغير معاملة الإنسان لذاته الإنسانية، ويهتم بها اهتمامًا عظيمًا، فيقبل على تلاوة القرآن الكريم، ومنهم من يتثقف في تفسيره، ومعاني حروفه، ويقبل على التزاور مع أهله ورفاقه، فرمضان مدرسة للتواصل مع الآخر، وشهر للمودة والتسامح، وتكثر فيه الحسنات، وتكفر فيه السيئات، وتتغير فيه مواعيد الأطعمة وتنوعها، ومواعيد النوم وأوقاتها، والتعليم أيضًا تتغير نكهته في شهر رمضان، ويكون الإنسان في شهر رمضان من أجود الناس وأفضلهم وأحسنهم في التعامل والإنسانية واحترام الآخر. وتتغير عادات الإنسان إلى الأفضل، وعليه ألا يؤثر صيامه على العمل والإنتاج، وألا يؤثر على مستوى تعليم الأبناء.
شهر رمضان مدرسة متعددة المناهج والفصول التعليمية والتربوية والإنسانية، ففيه يزيد الحراك التعبدي للإنسان، ويزيد الحراك المجتمعي التعاوني، حيث تتأهب المؤسسات الرسمية والأهلية والخيرية لمساعدة المحتاجين، ويتم توزيع الحاجيات المعيشية عليهم، وتشرع المساجد أبوابها وبيوتات الخير لإفطار الصائمين، وفي الطريق يقف الفتيان في الأوقات القريبة من أذان المغرب لتوزيع المأكولات.
وبعد تناول الإفطار وشيء من الاستراحة يلتقي أهل المدينة والقرية والحي في المجالس، حيث يتوافدون عليها ليسلموا على بعضهم البعض، وتتم في بعضها قراءة القرآن بجانب تنظيم المحاضرات الدينية التي تقام في المساجد والمآتم وفي عدد من البيوتات.
شهر رمضان سيد الشهور وله مكانة خاصة وواضحة، وحتى غير المسلمين يعلمون فضيلته وعظيم منزلته ويحترمون ساعات الصيام فيه ويحتفلون مع المسلمين في مناسباته الجليلة. فهو شهر الخير والبذل والعطاء والسخاء. فكيف هو استعدادنا لشهر رمضان؟
كاتب وتربوي بحريني