العدد 5964
الثلاثاء 11 فبراير 2025
banner
من سيُعمر المدن التي خربتها الحروب؟
الثلاثاء 11 فبراير 2025

 كثيرة هي الحروب، وقد تدمرت البلدان والمُدن بسببها كثيرًا، وبعضها تدمر بشكل شبه كامل، واحتياجات بنائها كبيرة، وأناسها عاشوا مآسي إنسانية عديدة، كما خلفت هذه الحروب جيلًا من الأيتام والأرامل والجرحى وأصحاب الإصابات البالغة والإعاقات البدنية الدائمة، كما زرع المعتدون في طرقات المُدن وتلك البلدان الكثير من الفخاخ والألغام، وأمثلة ذلك عديدة، العراق وأفغانستان وقطاع غزة والبلدات الفلسطينية ولبنان وسوريا، والمطلوب الآن ليس موقفًا تضامنيًّا وإعلاميًّا، أو مظاهرات وبيانات، بل نريد جهدًا مكثفًا ومبذولًا من أجل إعادة بناء ما دمرته هذه الحروب، ومعالجة الجرحى والحالات التي تحتاج رعاية طبية ومتابعة صحية من قبل مؤسسات صحية ذات كفاءة، وجهودًا مضنية لتخفيف ما خلفته هذه الحروب من آلام.
 من السهل كثيرًا علاج المباني والطرقات والمرافق العامة والبنى التحتية إذا توفرت الوسائل والأدوات المادية والمال، ومن اليقين بأن الجرحى والمصابين سيتماثلون للشفاء بإذن الله إذا توفرت لهم العناية الصحية اللازمة، وهذه الآثار التدميرية والصحية ستشكل أدلة حية ومتحركة على وحشية العدوان والحروب في تلك البلدان، وستشكل بذلك حاجزًا أخلاقيًّا للمعتدين مهما كانوا، وأسطورة مقاومة ضد أهداف العدوان سترسمها الذاكرة بشكل مستمر بين حينٍ وآخر وفي جميع المناسبات، لتكون عنوانًا لرفض العدوان ونبذ العُنف والرغبة في تحقيق السلام القائم على المحبة والوئام. 

العالم هو المسؤول عن معالجة أضرار هذه الحروب، خصوصًا تلك الدول التي ساهمت في إذكائها وإشعالها وجعلت ما تملكه من ذخيرة وعتاد وسيلة لاستمرارها.

الدول من أميركية وغربية وشرقية أجنبية وعربية جميعها يجب أن تعمل على إعادة إحياء ما دمرته الحروب في تلك البلدان، وإعادة الأمل لأهلها المنكوبين بعد تلك الحروب، ليس بالعتاد والذخيرة، بل برفض مبدأ الحرب وضرورة تغييره إلى مبدأ السلام.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .