العدد 5961
السبت 08 فبراير 2025
الهدف من تهجير سكان غزة!
السبت 08 فبراير 2025

اقترح الرئيس الأميركي “تهجير سكان غزة”، وذلك بنقل سكانها الفلسطينيين إلى مصر والأردن تحت ذريعة إحلال السلام في الشرق الأوسط! وبجانب هذا الاقتراح قرّر رفع الحظر الذي فرضه سلفه على توريد قنابل تزن (2000) رطل إلى إسرائيل! وبذلك فإنه يرى (عندما يسكن أهل غزة في بلادهم وعلى ترابها فهم يُشكلون عائقًا أمام تحقيق السلام في الشرق الأوسط، بينما توريد القنابل والأسلحة التدميرية إلى إسرائيل يُحقق السلام في المنطقة)! ويُضيف قائلًا إن هذه المنطقة شهدت نزاعات عديدة، وعلى سكان غزة أن ينتقلوا إلى مكان آخر للعيش بسلام. وبجانب تلك القنابل التي تستطيع أن تخترق طبقات سميكة من الخرسانة والمعادن فواشنطن تقدم مساعدات لإسرائيل بمليارات الدولارات منذ بدء العدوان على القطاع والضفة ولبنان، وهو موقف أميركي ليس جديدًا.

إن الهدف الحقيقي وراء هذا المقترح هو إبعاد سكان غزة عن أرضهم ليستولي عليها الصهاينة، ونهب ما في غزة من ثروات، خصوصًا في منطقة الشمال ومن أجل إقامة المنتجعات والاستثمارات العملاقة على شواطئ غزة الثمينة، وهذا الاقتراح لن يُحقق السلام بل سيُشجع على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بإجبار أهل غزة على الرحيل عن أرضهم، وتم اقتراح مشاريع وخطط التهجير والوطن البديل سابقًا، إلا أن تمسك الشعب الفلسطيني بترابه الوطني أفشل جميع هذه المحاولات الأميركية والغربية والصهيونية اليائسة التي تهدف إلى الاستيطان في الأراضي المحتلة، فمصر والأردن رفضتا هذا المقترح وأكدتا استمرار دعمهما صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بالحقوق المشروعة. (

الاقتراح يُحقق رغبة إسرائيل ومسؤوليها بطرد سكان غزة من أرضهم بهدف ضمها واستيطانها، وقد حذرت الأمم المتحدة من الخطة الصهيونية وأعلنت أنها (لن تشارك في أية عمليات إجلاء قسري وغير طوعي)! لذا فإن الحملات الصهيونية العسكرية العنيفة والمستمرة على غزة والأراضي الفلسطينية أدت إلى نزوح سكانها، وهذا النزوح تمهيدًا لإبعادهم عن أراضيهم. وقالت الأمم المتحدة إن (التهجير القسري للمدنيين قد يُشكل جريمة حرب)، ويُمثل تطهير عرقيا، ويعتقد الصهاينة أن تدمير المنازل والبُنى التحتية والمرافق في غزة يجعل عودة المدنيين الفلسطينيين إلى ديارهم مستحيلة!

هذا الاقتراح يُمثل بلورة لرؤية الإدارة الأميركية لحل الصراع العربي ــ الإسرائيلي، وهو استلهام من مشروع صفقة القرن، لكن أي مشروع استيطاني أو استثماري في غزة لا يمكن تنفيذه بوجود الغزيين، فسكان غزة النازحون عادوا إلى منازلهم وأحيائهم المدمرة، عادوا ليعمروها ويسكنوها، وهو تأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وأن هذا الاقتراح هو حل ساذج وسطحي للقضية الفلسطينية ولا ينم عن أية معرفة عميقة بجذورها وديناميتها ومآلاتها.

 

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية