العدد 5956
الإثنين 03 فبراير 2025
banner
يوم المرأة العربية
الإثنين 03 فبراير 2025

تحتفل المرأة العربية في فبراير من كل عام بيومها العربي، فالمرأة العربية جزء لا يتجزأ من نساء العالم، وللنساء الكثير من الحقوق، كما عليهن كمٌ من الواجبات، ودورهن في المجتمع لا يختلف عن دور أية امرأة في العالم، وهو مكمل ورادف لدور الرجل، فكل امرئ له دور يتناسب مع خلقته وهو قادر على أدائه، والاحتفاء بهذا اليوم يُمثل مناسبة للتنويه بدور المرأة وإسهاماتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والحقوقية، ومن أجل إحقاق جميع حقوقها من مجتمعية وأسرية ومهنية، فلا يمكن أن تتحقق المساواة في أي مجتمع إن لم تتمتع المرأة بكامل حقوقها، ولا يمكن أن يتحقق أي تقدم لأي مجتمع إن لم تكن هناك مشاركة كاملة وفاعلة للمرأة، واتخاذ القرارات في الحياة العامة، والقضاء على العُنف، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء والفتيات والشباب.
وتمتلئ مجتمعاتنا العربية بالكثير من النساء البارزات والقادرات على أداء مختلف الأدوار بمختلف المجالات، والكثير منهن مبدعات، يتمتعن بتجاربهن الناجحة، وفي هذه المناسبة وفي غيرها من المناسبات النسوية ــ نتساءل ــ مع هذا المخزون من النساء المبدعات، هل ساهمت هذه المناسبات النسوية في نشر الوعي المجتمعي بضرورة إقرار المساواة بين الرجال والنساء ومنحهن المزيد من الحقوق الإنسانية؟
هناك مجتمعات أعطت بعض الحقوق للمرأة، وبقت بعض المجتمعات ترفض الحد من التمييز والتنميط ضد المرأة؛ وعقلية الرفض هذه تؤثر على المسار المجتمعي والأسري والإنساني للمرأة، ما يؤدي إلى اتساع الفجوة الجندرية. فهناك حكومات عربية وأجنبية ظلت عاجزة أمام مشكلة العُنف ضد النساء، وعدم المساواة في الكثير من الأمور مع الرجل، حيث توضع المرأة في أدنى درجات سلم الحقوق، وتقع مسؤولية ذلك على المجتمع والدولة معًا، فالمجتمع يحرم المرأة من العديد من حقوقها تحت ذريعة الأخلاق والتقاليد والعادات المشوهة التي تسمح بممارسة التمييز والإقصاء والعُنف والتهميش، رغم أن المرأة تشكل نصف المجتمع، بل هي المجتمع بأكمله.
تبذل بعض الحكومات العربية جهودًا لمناهضة الإساءة للمرأة، حيث وضعت استراتيجيات وقوانين بمشاركة أطراف مجتمعية أحيانًا، وبعض الدول قامت بتحديث وتحسين قوانينها الخاصة بذلك، وبإصدار بعض القوانين لتعزيز دور ومكانة المرأة، والأمر يتطلب أيضا حملات توعية ونشر ثقافة احترام وتقدير المرأة أينما كانت، والعمل على تغيير عقلية المجتمعات التي لا تقدر المرأة، فالمرأة هي البيئة النقية لحياتنا، والمناخ النظيف الذي يحمينا من كل التلوث الذي يُحيط بنا، وهي أساس استدامة الحياة.

كاتب وتربوي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .