تسعى جميع أقطار العالم إلى تعبئة الجهود من أجل النهوض بالمنتج الزراعي الوطني ليكون داعمًا لجهود تحقيق الأمن الغذائي والاعتماد على الذات في توفير الغذاء والتقليل من الاعتماد على استيراد الأغذية الخارجية، ومن أجل إنتاج غذاء يواكب احتياجاتها الآنية والمستقبلية، ويقوم سوق المزارعين الذي تنظمه وزارة شؤون البلديات والزراعة بحديقة البديع النباتية في كل عام بتحقيق هذا الهدف، حيث يقوم المزارعون بعرض منتجاتهم الزراعية الوطنية المتميزة، وغالبية ما يتم عرضه من منتجات يمثل جزءًا أصيلا من تاريخ البحرين الوطني وإرثها الحضاري، ويقام هذا المهرجان الزراعي منذ (12) عامًا بكفاءة عالية، وبحضور متميز من جمهور غفير من المواطنين والمقيمين الذين تمتلئ عرباتهم بهذه المنتجات ذات النوعية الممتازة.
وتتمتع البحرين بأرض زراعية خصبة ومزدهرة من زراعة المحاصيل والإنتاج الحيواني وصيد الأسماك والزراعة المائية، وشهد هذا المجال نموًا ملموسًا بالعناية بالأرض الزراعية وتشييد البنية التحتية الزراعية من شبكات المياه ومرافق الري وتوفير ما يُمكن من الدعم المادي واللوجستي لهذا القطاع المثمر والمنتج الدائم، وكذلك دعم المزارعين من أصحاب الحيازات الزراعية لاستمرارية عملهم الزراعي وتعزيزه بالدعم والمعالجة والتسويق وفي عملية تصنيع الخضروات والألبان، ما أسهم في تنمية قدرات الإنتاج الزراعي.
الزراعة نفط لا ينضب معينه، وحصول المزارعين ــ خصوصا الشباب ــ على فرص للتدريب الزراعي سيعمل على تطوير قدراتهم الإنتاجية وزيادة معارفهم التي تعمل على تنشيط إنتاج الغذاء وتحسين منتجاتهم الزراعية من خلال استخدام تقنيات تغذية حديثة ومتطورة، ما يعزز نماء الإنتاج الزراعي البحريني وزيادة مساهمته في إجمالي الناتج المحلي.
كاتب وتربوي بحريني