اللقاء الذي تم بين جلالة الملك المعظم وسلطان عُمان، بمعية عدد من المسؤولين البحرينيين والعُمانيين، يمثل مواصلة متابعة الملفات المتعددة، من سياسية واقتصادية وثقافية وسياحية وإعلامية وتربوية وغيرها من القضايا التي تجمع الشقيقتين، وفي هذه اللقاءات، والتي التقى فيها المجد والتاريخ والأصالة، حيث علاقة البحرين بعُمان ضاربة في جذور التاريخ وتحرسها الكثير من القيم المحافظة عليها، قيم ذات معان سامية ومبادئ عالية، وقد تُوّج هذا اللقاء بالتوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة للتعاون بعدد (25) اتفاقية تعاونية مشتركة تخدم مصالح الدولتين وتتناغم مع ما سبقها من اتفاقيات كثيرة. إنه لقاء المحبة والتنمية، لقاء المحبة بين الأشقاء، ولقاء لتعبيد دروب تنمية الشقيقتين.
اتسمت العلاقة بين البحرين وعُمان على مدار التاريخ بالثبات في المواقف المشتركة، أساسها تعاون راسخ، وتفاهم مشترك، ورؤية صلبة في الكثير من المواقف المحلية والخليجية والعربية والدولية، وهي أسس تؤكد متانة هذه العلاقات والأرضية المشتركة التي يقف عليها البلدان. وإن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين امتداد لمسار الأخوة التي تترجم هذه العلاقة في مختلف المجالات لمصلحة البلدين ومنظومة مجلس التعاون لأقطار الخليج العربي والعمل المشترك للأمة العربية، ولمعالجة العديد من القضايا الإقليمية والدولية. وهي رؤى تسير نحو التنمية المشتركة في مختلف المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية والاستثمارية وغيرها التي تحفز العمل المشترك الثنائي والخليجي والعربي في مختلف القطاعات وفق القواسم المشتركة بينهما.
العلاقة الثنائية التاريخية بين القطرين تتطور مع الأيام وتتقدم مع السنوات، وهي علاقة تعكس حجم المحبة وقوة الترابط بين البحرين وعُمان، ما يُعزز السياحة بينهما ويُسهم في رفع الميزان التجاري ويُضخم الحركة التجارية والتنمية الاقتصادية. ويأتي اللقاء الأخير بين الشقيقتين لتأخذ العلاقة طورًا عميقًا، ولتحدث نقلة نوعية في هذه العلاقة التي سترتقي بها وبمستواها الثنائي الراسخ بين الدولتين. ولا شك أن اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين التي تأسست في (1992م) تتمتع بدور فعال ومتميز في تعزيز هذا التعاون وتحقيق أهدافه. وكذلك كل من مجلس الأعمال المشترك بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين، وجمعية الصداقة البحرينية العمانية، لهما دور في عمليات تنسيق العمل المشترك بين قطاعات الأعمال بين البلدين، والعمل على استدامته وتطوره بما يُلبي الطموحات المشتركة في رؤيتي 2030 البحرينية و2040 العُمانية، وبما يُحقق أهداف التنمية المستدامة لهما وتطلعات الشعب العربي في البحرين وعُمان.
كاتب وتربوي بحريني