بعد مضي 15 شهرًا من العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية، تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، ومع هذا الاتفاق، مازال العدو يشن الغارات على شمال غزة، وسواء جاء هذا الاتفاق متأخرًا أم لا، فإنه لن ينهي الصراع الدائر بين فلسطين وإسرائيل، هذا الصراع الذي استمر منذ احتلال فلسطين وقتل الكثير من شعبها، وبممارسة مختلف أنواع الانتهاكات من طرد وهدم للمنازل وسرقة الحقول وسجن وتعذيب بحق أبناء فلسطين، ومع بزوغ هذا الاتفاق أعلنت واشنطن على لسان وزير خارجيتها عن خطة بيع أسلحة لإسرائيل بمبلغ ثمانية مليارات دولار.
الاتفاق المبرم الذي لن ينهي الصراع الدائر بين فلسطين وإسرائيل، إلا أنه سيخفف ألم القتل وعذاب الطرد والنزوح من الديار، ويحرر بعض المعتقلين القابعين في سجون الاحتلال، وليس بالإمكان أن يحل على غزة وشعبها الفرح، وإن كان هناك شيء من الفرح، فإنه ممزوج بالدم وفقدان من قتلوا، والذين تجاوز عددهم خمسين ألف فلسطيني، وعودة من يتمكن من النازحين الذين تدمرت منازلهم، حيث أرغم العدوان أكثر من مليوني فلسطيني على النزوح من منازلهم، ويبقى السؤال: هل هناك ضمان حقيقي لوقف الاعتداء الإسرائيلي؟ أم أنه سيتجدد بعد المرحلة الأولى للاتفاق التي ستستمر اثنين وأربعين يومًا؟.
العدو لديه الرغبة العدوانية في استمرارية ما بدأه في السابع من أكتوبر، وحماس قادرة على القتال، لكنها أصبحت بقوة أقل مما كانت عليه في السابق، واتهام المحكمة الجنائية الدولية لرئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق بارتكاب جرائم حرب لن يوقف تحقيق هذه الرغبة، لأنه يعتمد على القتل ونهب الأراضي من أجل التوسع على حساب الأرض العربية.
واستطاع العدو الصهيوني أثناء هذا العدوان أن يصيب شبكة النظام الإيراني بالشلل، واتفاق وقف إطلاق النار وإن كان قادرًا على إعادة المنطقة لنوع من الاستقرار، إلا أن الصراع الذي دام أكثر من قرن لا يزال مريرًا ومستعصيًا على الحل، وهذا الاتفاق لن ينهي هذا الصراع، فما زال يتعين التفاوض على المرحلتين الثانية (اثنان وأربعون يومًا) والثالثة (اثنان وأربعون يومًا أيضًا). وما ينهي هذا الصراع هو عودة الحق الصائب إلى أهله.
كاتب وتربوي بحريني