منذ ظهوره داعمًا ومؤيدًا للرئيس الأميركي ترامب ومرافقته الدائمة له، مرورًا بتصريحاته المعاكسة لأنماط كانت سائدة في التوجهات والسياسات الأميركية تجاه العديد من القضايا والدول، واختياره رئيسًا لوزارة كفاءة الحكومة، كان الملياردير الأميركي إيلون ماسك مثيرًا للتساؤلات والجدل حول طبيعة وحدود وتداعيات دوره على السياسة الأميركية.
من الظواهر التي صاحبت ماسك وأشعلت تجاهها التفسيرات والتأويلات حرصه على اصطحاب أطفاله في مختلف الفعاليات مهما كانت أهميتها وحساسيتها، فكان ذلك محلًّا لاهتمام الخبراء الذين قال بعضهم إن هذا الظهور بمثابة ستار عما لا يريد صانع القرار الأميركي توصيله للرأي العام من خلال الظهور الملفت والمتعمد للأطفال كي تتعدد الصور ويتشتت الانتباه وتختلط الأمور. قد يكون ذلك صحيحًا لو كانت هذه الظاهرة حديثة ومرتبطة بماسك منذ مجيء الرئيس ترامب، لكنها كانت موجودة أيضًا قبل ذلك وفي مناسبات عدة للشركات التي يرأسها ماسك ولم تحمل أي بعد سياسي.
آخرون يرون أن ظهور أطفال ماسك بمثابة مسرحية سياسية للفت أنظار الجمهور إلى الجانب الإنساني للملياردير ماسك، وهذا الرأي أيضًا يمكن الرد عليه بأن هذا الهدف يمكن لماسك أن يحققه بالكثير من الأساليب والطرق الأكثر دلالة وجدوى وتعبيرًا عن الإنسانية والخيرية. صحيح أن وجود الأطفال بأية مناسبة قد يقلل جديتها وصرامتها ويضفي أجواء قد تتناقض مع طبيعتها السياسية، كما أن هذا الوجود ربما قد يكون مفروضًا وغير مرحب به من باقي أطراف المناسبة، لكنني أميل إلى أنه لا يحمل مقاصد سياسية أو إنسانية في حالة ماسك فهو ليس بحاجة لذلك أولًا، إضافة إلى ما عرف عنه بأنه محب ومتعلق بأولاده، وهو ما يبدو في كثرة عددهم، فلديه 12 طفلًا من ثلاث نساء، واستخدامه اسم ابنه “إكس” عند إعادة تسمية “تويتر” بعد شرائه، وعادة اصطحابه لهم قبل انضمامه لفريق عمل الرئيس الأميركي ترامب.
والتر إيزاكسون، وهو كاتب السيرة الذاتية لماسك، يقول عنه إنه يحب أن يكون دائمًا بصحبة أحد أبنائه لأنه مهووس بهم، ويتعامل معهم بنفس الحماسة والتركيز الذي يوليه لأعماله.