بعض السلوكيات الخاطئة تترتب عليها عواقب وخيمة، سواء على الإنسان أو أسرته، أو على المجتمع والمؤسسات المعنية بالعناية، ولو فكّر الإنسان قليلًا لكان الوضع مختلفًا، فكثير من الناس يتمادى في شهر رمضان في موضوع ما يأكل، بدون تقييم أو حدود، وكأن حس المقاومة للأكل الدسم غير الصحي يتعطل بشكل كامل، وما بني في 11 شهرًا من سلوكيات صحية يُهدم في شهر واحد، والغريب أن بعضهم يخسر الوزن في ممارسة الصيام المتقطع، لكن في صيام رمضان يزيد وزنه، وقد يكون الجهل بمحتويات الطعام من السعرات الحرارية هو ما يتسبب في هذه المشكلة، فإذا أضفنا إلى ذلك طول السهر وقلة النوم، فهي وصفة مضمونة لأزمة صحية.
قبل أيام تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي قرار هيئة الغذاء والدواء السعودية “بإلزام جميع منصات الطعام الإلكترونية التي تقدم الطعام بتوضيح المدة الزمنية اللازمة لحرق السعرات الحرارية الناتجة عن تناول هذه الأطعمة والوجبات بالدقائق والساعات”، ولك أن تتخيل المدة اللازمة في أداء التمارين الرياضية لحرق السمبوسة المقلية، واللقيمات، والقطايف الغارقة في “الشيرة”، وغيرها من الوجبات التي يقبل عليها الصائم. لذلك أذكّر نفسي وإياكم بأن الصحة ليست لعبة، وحتى الصيام في نهار رمضان ليس عذرًا لاعتماد نظام “البوفيه” المفتوح بعد الإفطار، وأن تكسبوا كيلوجرامات إضافية كل رمضان تتحول إلى دهون تطوّق أعضاء الجسم الداخلية، وتذكروا أن حبة القيمات الواحدة فيها 70 سعرة حرارية، فتخيل لو أنك أكلت 10 حبات، فذلك يعني 700 سعرة حرارية! لستُ من مناصري المنع، ولكن الاعتدال في كل شيء مطلوب، قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ).