بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار، وإذا به يصاب بمرض السكري، هكذا يظن، بينما كتب الدكتور عبدالرحمن جواهرجي - استشاري داء السكري - ما يفيد أن ذلك غير صحيح، وأن الطب - بفضل الله - بات متقدمًا، لكنه لا يستطيع هزيمة عبث البشر، عبث البشر يتجسّد في صور متنوعة، لكن الاستشاري كان يقصد وهو يكتب هذا الكلام صورة مرفقة مع كلامه نشرها ليوضح خطورة الموضوع مع تزايد هبات أطباق التحلية ذات الطبقات، والمخلوطة بأطنان الصلصات العشوائية، إضافة إلى المضافات من دهون مخلوطة بنكهات الفستق الصناعية، والقشطة المضروبة المصنعة من كل شيء مضر، والتي تعد في أجواء يسيل لها لعاب كثيرين من مدمني هذا الشكل الجديد من أطباق التحلية، والذي بات يطغى على محتوى وسائل التواصل الاجتماعي بفضل الإعلانات واستراتيجيات التسويق الحديثة، حيث أصبحت تنتشر اليوم من حولنا بشكل مباشر، كيف لا وقد نشرت صور تبين اصطفاف الناس بكثافة للحصول على هذه الأطباق أسوة بمجتمعات عربية سبقتنا في هذه الهبات غير الصحية، والتي بحت فيها أصوات الأطباء بوقوع الكثير من الأمراض المرتبطة بهذه السلوكيات.
كل ذلك غير مستغرب ونحن نعيش عصر عولمة الأمراض ونشرها، وكأنّها مؤامرة تهدف إلى كسب الملايين على حساب ازدياد رقعة انتشار الأمراض المزمنة، كالسكري وأمراض القلب والشرايين وغيرها، نتيجة نشر ثقافة الإفراط في تناول الحلويات والصلصات الكثيفة الملونة، ولو قام أحدهم بقياس كمية السعرات الحرارية الموجودة فيها لأُغمي عليه من هول الصدمة.
وصفت الدكتورة سارة محسن الوضع بأنه كارثي، حيث تصلها حالات أطفال بعمر ثماني سنوات يدخلون عيادتها، وقد ابتدأت معاناتهم مع مرض السكري، وتساءلت عن مستقبل هذا الجيل الذي يعتاد تناول الحلويات المبالغ فيها بشكل طبقات وطبقات، من خلف هبات مواقع التواصل الاجتماعي المتتالية، فنحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى وضع تحذيرات من هذه الأطباق بأنها قد تكون سببًا من الأسباب الرئيسة لداء السكري على غرار تحذيرات علب السجائر، حتى يدرك الناس خطورة ما ينجرون إليه وما ينتظرهم من مشاكل صحية، عافى الله الجميع.
كاتب بحريني