انتشار رياضة الدراجات الهوائية خلال الأعوام الماضية أمرٌ لا تكاد تخطئهُ العين، وهذا دليل على أن الرياضة باتت ثقافة وأسلوبًا صحيًّا يساعد الإنسان على حفظ نفسه ولياقته وتجنب تولُّد الأمراض المزمنة؛ “فالعقل السليم في الجسم السليم”، وقد رافق ذلك العديد من التحديات، خصوصًا ما يتعلق بسلامة اللاعبين، حيث شهدنا العديد من الأحداث الصعبة على صعيد سلامة اللاعبين جراء حوادث السير، وشخصيًّا استشعرتُ خطورة النزول إلى الشارع بالدراجة الهوائية واكتفيتُ بالدراجة الثابتة المنزلية التي تعمل بالاشتراك في التطبيقات الافتراضية، وذلك بعد آخر حادث مروري تعرضت له في الطريق، والحق يقال: لا الشوارع الاعتيادية مناسبة اليوم، ولا سائقو المركبات مستعدون لوجود الدراجات الهوائية، فبعضهم متهور، وبعضهم مستهتر غافل مع الهاتف النقال، لذا فإن افتتاح مسار سمو الشيخ ناصر بن حمد الجمعة الماضية مثّل أول معين على ممارسة الرياضة في الأجواء الطبيعية الخارجية الآمنة، سواء للدراجة الهوائية أو الجري - فإن الحوادث حصدت من أرواح الفريقين - إضافة إلى كون المسار بطول خمسين كيلومترًا، وهو ما يوفر البيئة الملائمة للتمارين ذات المستوى الاحترافي، ما سيسهم في برامج التدريب والإعداد اللازم للمشاركة في مختلف الأنشطة والفعاليات الرياضية التنافسية، سواء على مستوى سباقات الدراجات الهوائية أو الترايثلون أو غيرها، فهذا المسار يولّد بيئة متميزة لممارسة الرياضة في مكان متكامل بكل ما يحتاجه الرياضيون.
وهو وسيلة رائعة للحفاظ على صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، فهناك مجتمع كبير لممارسي رياضة الدراجة الهوائية والجري من مختلف الطبقات الاجتماعية والأعمار، ولا ننسى أن الرياضة أساس في تحسين وتجويد حياة الناس بشكل كبير، أضف إلى ذلك وجود العديد من الرياضيين الذين يقصدون البحرين في الإجازات الأسبوعية من دول الجوار للمشاركة في الجولات الرياضية بالدراجة الهوائية والسباقات، فمن الطبيعي أن يمثل لهم إضافة نوعية تصب في صالح السياحة الرياضية وما لذلك من أثر إيجابي على المستوى الاقتصادي للبلاد.
فكل الشكر والتقدير لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، على كل ما قدمه سموه لافتتاح هذا المشروع الرائد، تجسيدًا للرؤية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم - حفظه الله ورعاه - وتهيئة للبيئة المناسبة للمواطنين، ولا يفوتنا أن نشكر جهود الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله ورعاه - وكل ما قدمته الحكومة لهذا المشروع الوطني، راجين من الله للجميع جولات رياضية ممتعة ومفيدة وآمنة.
كاتب بحريني