إن الفرد هو الأساس لأي عملية بناء وتطوير وارتقاء في أي دولة أو مؤسسة، وكلما تعاملت هذه الدولة أو تلك أو هذه المؤسسة أو تلك في إعداد هذا الفرد وتهيئته للمساهمة في أداء مهامه كلما استطاع هذا الفرد أن يساهم وبفاعلية أكبر في خدمة دولته أو مؤسسته. وهذا ما ركّز عليه ميثاق العمل الوطني ووضعه في بؤرة الاهتمام فجاء ذلك واضحًا وجليًّا في البند سابعًا من الفصل الثالث في الميثاق حيث يقول:
“تأخذ مملكة البحرين في اعتبارها أن أعظم الثروات التي تملكها هي المواطن البحريني ذاته، الذي أثبت قدرة متميزة في مجال التحصيل العلمي والثقافي، ولذا فإن دعم المواطن بالتدريب المستمر والتدريب التحويلي من شأنه أن يدفع بخبرات ودماء متجددة في أسواق العمل مما يسمح بتوفير مجال أرحب في فرص العمل لهذا المواطن” انتهى. البند سابعًا من الفصل الثالث/‏‏ ميثاق العمل الوطني. في ترجمة ما ورد أعلاه في الميثاق الوطني إلى خطة عمل متكاملة للتنفيذ، سيدي القارئ، لنتابع معًا لإحدى الخطوات العملية المهمة التي اتخذت في هذا المسار:
في الخطاب الملكي السامي في الفصل التشريعي الأول من دور الانعقاد الثالث للمجلس الوطني أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه وهو يضع الرؤية الشاملة لإعداد والتطوير المستمر للكوادر الوطنية الشابة فيقول جلالته: “... هذا مع توجيهنا لولي العهد بضرورة العمل منذ الآن وضمن هذه المهمة على إعداد الصف الثاني من القيادة الشابة التي ستتولى المسؤولية وترفع الراية وتواصل رسالة الإصلاح وبمشاركتهم معنا في إعداد المستقبل الذي هو من نصيبهم بإذن الله يكونون قد بدأوا الإسهام في صنعه”. وتسلم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله الرؤية وقام في حينها بوضع الملامح الرئيسة لخطة العمل التنفيذية والتي تلخصت في برنامج مقنن يحمل اسم برنامج ولي العهد للمنح والتي تتلخص عناصرها في اختيار مرشحين مناسبين من طلبة المرحلة الثانوية وفق معايير وأسس علمية مبنية على الكفاءة والجدارة والإبداع والتميز ويتم إلحاق هؤلاء المرشحين ببرامج وتخصصات دراسية متنوعة في أرقى الجامعات تتواءم ومتطلبات سوق العمل الحالية والمستقبلية.