من خلال استشراف أبعاد ومستقبل الحراك الثقافي، واستقراء دقيق للواقع المعاش وتناقضاته الحادة، يصبح صدى الأحداث واضحًا ويدفع التفكير للتوجه صوب حالة معينة، بل ويرسم أكثر من علامة تعجب في العيون.
أحد المسؤولين في هيئة البحرين للثقافة والآثار قال في تصريح قبل أيام إن الهيئة أطلقت مؤخرًا دعوتها لاستلام طلبات نشر الأعمال الأدبية والفكرية للأدباء والكتاب في المملكة، كما أنها تنظم فعاليات مكثفة تهدف إلى الاهتمام بالكتاب البحرينيين والإصدارات البحرينية ورفد المكتبة الوطنية والعربية بإبداعاتهم الفكرية والأدبية والشعرية وغيرها.
يا عزيزي، هل لك أن تقدم لنا رأيًا يفسر عدم رد الهيئة على أحد الكتاب المعروفين ومن الأصوات الأدبية والصحافية التي حملت روح التجديد والمبادرة، بخصوص طباعة كتاب جاد عن النقد السينمائي ليكون ضمن الإصدارات المعرفية المتنوعة التي تقدمها الهيئة، خصوصا أن المكتبة البحرينية تفتقد هذه النوعية من الكتب التي تعتبر بمثابة زاد ثقافي لكل المهتمين بالسينما؟ وهل تعلم أن المسألة التي تستنزف كل العواطف والأحاسيس هي أن تكلفة طباعة الكتاب “لا تُذكر”؟ وذلك ما رسم أبعاد المعاناة ووضح السبيل الذي سلكه هذا الكاتب إلى أحد رجال الأعمال المؤمنين بالفنون والآداب والكلمة المبدعة، وتكفل شخصيًا بطباعة الكتاب، مؤكدًا دوره الإيجابي في دعم المبدعين من أبناء الوطن. لم يسأل ولم يطلب رسالة ليتعرف على الكاتب والكتاب وأهميته، بل ساهم بكل المعايير والمصطلحات وتفاعل مع المشروع حتى رأى النور على يديه الكريمتين.
نحن لا نتكلم عن إبراز موهبة وتشجيعها، إنما عن نشر وتوسيع نطاق الكتب السينمائية النادرة في مكتبتنا، لا أن ننطلق انطلاقة محدودة.