العدد 5948
الأحد 26 يناير 2025
“النيــة!”
الأحد 26 يناير 2025

يقول الحديث الشريف لسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى”، والحديث هذا شديد الوضوح وبالغ المعنى، وهو حديث شمولي وعام يصل لكل أوجه الحياة، وجاء في الأثر القول الشهير “من صلحت نيته صلح عمله”، وجاءت في الأمثال الشعبية العديد من الإشارات إلى المعنى نفسه، سواء في العراق الذي يقول فيه: “المهم النية”، أو في المغرب الذي يقول فيه: “ديروا النية”.
هذا المفهوم المتعلق بأهمية النية ودورها وصل للعالم الغربي بقوة، وأصبح هذا الموضوع محل اهتمام وبحث وفضول لا يمكن إنكاره ولا التقليل منه، فهناك كتاب مهم وممتع ومثير للاهتمام من تأليف الدكتور ويليام داير، المستشار النفسي الشهير، بعنوان “قوة النية”، يتحدث فيه عن القوة الكامنة للنية كمصدر طاقة مهم ومؤثر وفعال. ولم يكن هذا الكتاب الوحيد من نوعه الذي تم نشره عن موضوع النية، لكن هناك كتب أخرى تطرقت إلى أهمية النية وضرورتها في مجالات التعليم والإدارة والرياضة والقضاء، وعلى الرغم من أن الكتابات الغربية عن موضوع النية لم تتطرق إليها أبدًا كموضوع ديني، فإنها اهتمت بها كعنصر فعال ومؤثر بشكل إيجابي للغاية على الإنسان.
وحتى الثقافات الشرقية القديمة تطرقت إلى أهمية النية، فالبوذية تعتبر أن النية أهم عناصر التأثير على قرارات الإنسان بشكل مطلق. قالوا قديمًا: النية بالنية والحاجة مقضية، وقيل أيضًا: على قدر النوايا تكون العطايا، من كان حسن النية لا يقع إلا في خير. وفي الختام، علينا دائمًا أن نذكر أنفسنا ونكرر “على نياتكم تُرزقون”.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .