أعجبتني كثيرًا المبادرة التي تبنتها صحيفة "البلاد"، وهي إعداد قائمة بعنوان "وجوه الخير وأعمدة الاقتصاد" لكي تكرم رجال الأعمال والاقتصاد الوطني وتخلد أسماءهم في تاريخ البحرين التي طالما ولدت رجالًا مخلصين في كافة المجالات.
هذا هو أقل ما يجب تجاه كل من له دور وطني في خدمة بلده ومجتمعه. فالتجارة أو الأعمال التي تعود بالخير على البلاد تعبر عن وطنية وعن إخلاص صاحبها وولائه لهذا البلد. والتاجر أو رجل الأعمال الذي يجتهد ويكسب ويعود نشاطه بالخير على الدولة والشعب هو ابن وفي لبلده ومجتمعه.
ومما لا شك فيه أن مملكة البحرين على مدار تاريخها ولادة للوطنيين والمخلصين من أمثال هؤلاء الرجال الذين أفردت لهم الصحيفة المساحة التي تليق بعطائهم للوطن.
وأعتقد أن مملكة البحرين بشكل عام لا تلد أبناء عاقين أو رجال أعمال مستغلين يمصون دم أبنائها. ويعود السبب في ذلك في العهد الميمون لجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة إلى أن البحرين تحتضن الجميع وترعى الجميع، وبالتالي لا سبيل لميلاد تاجر مستغل أو رجل أعمال لا تشغله الدولة في شيء!
إذن البيئة البحرينية النظيفة لا مكان فيها للسيئين أو المستغلين الذين لا يشغلهم سوى جمع المال.
لن أعيد نشر هذه الشخصيات الوطنية التي كرمتها الصحيفة، ولكنني أثني على الفكرة وأتمنى تطبيقها في مجالات ومهن مختلفة وعمل قائمة سنوية لأسماء المجتهدين من أبناء الوطن في كافة المهن والوظائف؛ لأن هذا ليس فقط إقرارًا بالفضل للمجتهدين والمخلصين، ولكنه سيكون بمثابة دفعة قوية نحو العمل والتنافس الشريف في خدمة الوطن والمجتمع.
فكل معلم مخلص يجب أن يوضع في قائمة الشرف، وكل طبيب مخلص، وكل عامل مجتهد، وكل مهندس، وكل إعلامي يتقي الله في وطنه وفي الكلمة التي يقولها أو يكتبها، وغيرهم كثيرين في مهن أخرى يستحقون التكريم ويستحقون أن يكون لهم مكان بين صفوف المخلصين لهذا البلد الطيب.
وكل الشكر والتقدير للقائمين على صحيفة "البلاد" على مبادرتها الوطنية.