العدد 5900
الإثنين 09 ديسمبر 2024
نصيحة قد تعميك
الإثنين 09 ديسمبر 2024

يتداول بعض الناس مقولات كثيرة، قد يكون بعضها قاتلًا أو يؤدي إلى عواقب وخيمة، ربما تصل إلى العمى، واليوم نستعرض هذا المثال؛ ليتضح لنا المقال، فمثلًا يقولون: “اللي في بيته الـمُرّ، كيف يجيه الضرّ؟!” وهي مقولة شعبية عن الـمُرَّة، وهي مادة مستخلصة من سيقان شجرة “البلسان” تنبت في الخليج العربي وغيره، يُعتقد أن التداوي بها يساعد في إبعاد الأضرار عن الناس، كما جاء في الطب الشعبي، والمصيبة أن بعض الناس يتوسع في استخدامها من ناحية الكمية ونوع التداوي، فنجد أن سيدة سمعت نصيحة صديقتها التي أشارت عليها بوضع مسحوق الـمُـرّة في عينها الملتهبة؛ ما أدى إلى زيادة الالتهاب بشكل سريع، والنتيجة كانت العمى الكليّ للعين بعد تشكّل كمية كبيرة من الصديد، ما حتّمَ إزالتها حتى لا ينتقل الالتهاب إلى المخ - شفاها الله وعافاها - حسب ما ذكره الدكتور مالك الربيعان استشاري طب وجراحة العيون، والذي أكد أن هذه الحالات تتكرر لديه ويصله العديد منها، وحذر من خطورة استخدام هذه المواد أو غيرها داخل العين للتداوي. تأتي مثل هذه الحالات رغم تحذيرات الهيئة العامة للغذاء والدواء من أضرارٍ صحية خطيرة لهذه المادة المتوفرة في كل “حواج” ومحل عطارة، وهي تؤثر على التهابات الكلى، وتتعارض مع الأدوية، خصوصًا أدوية السكري والأدوية المضادة للجلطات، ما قد يؤدي لحدوثها، وتعتبر أيضًا محفّزًا للإجهاض وحدوث نزيف للحوامل، فهي مادة خطرة متى أُخذت بشكل خاطئ، ونحن اليوم أمام تساهل مخيف عبر أخذ نصائح الأصدقاء أو وسائل التواصل الاجتماعي التي تضج بالنصائح الخاطئة.

فالكثيرون يقولون إن الطب الشعبي أو البديل “إذا ما فادك فلن يضرك” بحجة أنها مواد طبيعية، وهنا تكمن المصيبة الحقيقية التي ترسخت من عدم وجود أضرار للمواد الطبيعية، فيتساهل الناس في تبادل النصائح، كما قيل: “اربط صبعك والكل ينعت لك دوا” ولكن الأمر على ما شاهدناه في المثال المذكور، فهي مواد خطرة قد تعمي أو تجهض أو تجلط، فالحذر واجب في كل الأحوال، ولابد من استشارة طبيب مختص، حمى الله الجميع.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية