العدد 5899
الأحد 08 ديسمبر 2024
خطوة أقرب إلى الإنتاج المستدام للهيدروجين
الأحد 08 ديسمبر 2024

في السنوات الأخيرة، تزايدت الجهود للبحث عن حلول للطاقة المستدامة، وبرز الهيدروجين كلاعب رئيس في مجال الطاقة المتجددة. وكما أكدت في كتاباتي مرارًا، فإن الهيدروجين يمتلك إمكانات هائلة لإحداث ثورة في أنظمة الطاقة لدينا، حيث يقدم بديلاً نظيفًا وفعالًا ومتعدد الاستخدامات للوقود الأحفوري. إن الاختراق الأخير الذي حققه العلماء اليابانيون في تطوير هيدروجيل مستلهم من الطبيعة، والذي يحاكي عملية التمثيل الضوئي للنباتات، يمثل قفزة مهمة إلى الأمام في إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وهذا الهيدروجيل المبتكر، الذي صممه باحثون من المعهد المتقدم للعلوم والتكنولوجيا في اليابان “JAIST” وجامعة طوكيو، يستخدم ضوء الشمس لإنتاج الهيدروجين بكفاءة من الماء. ومن خلال محاكاة العملية الطبيعية لعملية التمثيل الضوئي، تستطيع هذه الهيدروجيلات فصل جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين، مما يوفر وسيلة أكثر استدامة وفعالية من حيث التكلفة لإنتاج الهيدروجين مقارنة بالتقنيات التقليدية.

ولا يعزز هذا التقدم كفاءة إنتاج الهيدروجين فحسب، بل يقلل أيضًا من الاعتماد على مصادر الطاقة الخارجية، مما يجعله حلا أخضر حقيقيًا. إن عملية فصل الماء المبتكرة في تصميم هذا الهيدروجيل الجديد لا تعالج فقط التحديات التي واجهتها أنظمة التمثيل الضوئي الاصطناعي السابقة، بل تفتح أيضًا آفاقًا جديدة لإنتاج الهيدروجين على نطاق واسع ولمدى طويل.

إن آثار هذا الاختراق عميقة. يمكن أن يصبح الهيدروجين، عند إنتاجه باستخدام الماء وضوء الشمس فقط، حجر الزاوية في أنظمة الطاقة المستقبلية، حيث يقدم بديلا متجددا للوقود الأحفوري. إن القدرة على إنتاج الهيدروجين بشكل مستدام يمكن أن تعيد تشكيل تقنيات الطاقة، مما يوفر الطاقة للصناعات ووسائل النقل وأنظمة تخزين الطاقة مع الحد الأدنى من التأثير البيئي.

لقد أدركت قطاعات السيارات والطاقة الإمكانات التحولية للهيدروجين، واستثمرت بشكل كبير في تكنولوجيا الهيدروجين، مدفوعة بوعده بأوقات تعبئة سريعة مشابهة لمحطات الوقود التقليدية، وكفاءته العالية في استهلاك الطاقة. إن قابلية احتراق الهيدروجين وكفاءته تجعله وقودًا مثاليًا لمجموعة واسعة من التطبيقات.

لقد ألهمني التقدم الذي تحققه العلوم والتكنولوجيا بشكل متسارع في مجال الطاقة المستدامة. كما سيكون تحسين هذه التكنولوجيا وزيادة نطاقها أمرًا حاسمًا لتحقيق إمكاناتها الكاملة. ومع استمرار البحث والتطوير، نحن نقترب من مستقبل يمكن أن يلعب فيه الهيدروجين المتجدد دورًا أساسيا في مزيج الطاقة لدينا، مما يقودنا نحو مستقبل طاقة أكثر استدامة ومرونة.

يجب على المجتمع العلمي المضي قدمًا، حيث خذلنا السياسيون، الذين لم يقدموا سوى وعود فارغة مع قليل من الأفعال الحقيقية بشكل كبير. إن قمة COP 29 المنعقدة في باكو، أذربيجان، هي دليل على ذلك، حيث لم يحضر رؤساء وزراء الولايات المتحدة والصين والهند وألمانيا؛ وهي اقتصادات رئيسة تلعب دورًا حاسمًا في قضية الاستدامة العالمية. إن منقذينا هم التقنيون والعلماء، الذين يجب عليهم العمل بالتعاون العالمي للمساعدة في إنقاذ هذا الكوكب، وإنني على استعداد لأن أقدم لهم جميع الموارد والخبرات الفنية في “TAG Global” بصفتي مؤسسًا ورئيسًا لها، وأيضا في اتحاد التنمية الحضرية المستدامة بصفتي رئيسًا.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية