متى يقرر الموظف تقديم استقالته من المؤسسة؟ ربما نتفق سيدي القارئ بأن هذا من أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها الفرد في حياته المهنية، لكن ما هي الأسباب التي تدفع بعضنا إلى اتخاذ مثل هذا القرار؟ يجيبنا أحد الاختصاصيين وهو فرانك سنبيرغ فيقول موضحا بعض هذه الأسباب:
- الشعور بالإحباط نتيجة كثرة الممنوعات في المؤسسة.
- الشعور بأن المؤسسة تتخبط في أداء أولویاتھا، على سبيل المثال يطلب منهم اليوم أداء عمل ما وفي اليوم التالي يطلب منهم أداء عكسه تماما. 
- الإيمان بأنهم يستطيعون الإسهام بشكل أكثر فاعلية، إلا أنهم لم يمنحوا الفرصة لأداء ذلك. 
- عدم التوافق مع النهج الذي تسلكه المؤسسة. 
والآن وبعد أن تعرّفنا سيدي القارئ على بعض الأسباب التي ربما يمكننا تصنيفها بالرئيسة، دعنا نشاهد هذا الموقف عبر الحوار التالي بين مسؤول الموارد البشرية والرئيس التنفيذي حول أسباب استقالة جاسم:
المسؤول: أشكر اهتمامك سيدي بموضوع الاستقالات من المؤسسة والتعرف على أسبابها. 
الرئيس: يهمني ذلك فإذا تعرفنا على الأسباب تمكنا من وضع الحلول.
المسؤول: كالعادة نقلت للموظف المستقيل جاسم العبارة التي نرددها دائما في مثل هذه الحالات، وهي: أنت من الكوادر الواعدة وكنت مرشحا لوظيفة قيادية لكن تسرّعت. 
الرئيس: جميل وماذا كانت أسباب استقالة جاسم؟
المسؤول : هناك سببان. الأول عدم الشعور بالاستقرار الوظيفي كما قال، والسبب الآخر الأسلوب الغريب لمديره كما يدّعي، حيث أن هذا المدير ربما يتعامل مع مرؤوسيه بتعالٍ، فهو يستخدم أسلوب: افعل ما أريده وإلا… هذا ما قاله جاسم.
الرئيس: هذا غير مقبول إن كان صحيحا.
يبدو أن هذا المدير يلجأ دائما إلى استخدام سلطته الإدارية وهذا ربما يعكس بعض ملامح شخصيته السلبية، فالمديرون الفعّالون، كما يقول بعض علماء الإدارة الممارسين، لا يرون السلطة مصدر استعلاء شخصي بل يرونها أداة لمساعدة الآخرين على تحقيق أهداف معيّنة. تابع الرئيس: باختصار يمكنني القول بأنهم يستخدمون السلطة لأداء عمل مفيد ووسيلة لمساعدة الآخرين لكي يصبحوا أكثر إنتاجا.
ما رأيك سيدي القارئ؟