يقال إن رئيس مجلس إدارة جنرال موتورز ألفريد سلون قد خاطب في أحد اجتماعاته كبار التنفيذيين في المؤسسة قائلًا: أيها السادة، أعتبر أننا جميعًا على اتفاق تام بشأن القرار هنا”. بعد ملاحظة إيماءات الجميع إشارة إلى موافقتهم معه، تابع سلون “إذن، أقترح أن نؤجل النقاش بشأن هذه المسألة لإعطاء أنفسنا الوقت لتغيير رأينا واكتساب بعض الفهم عن معنى هذا القرار”.
ربما خبرت أو عايشت سيدي القارئ موقفًا قد يكون مشابهًا لما ورد في الموقف أعلاه، فالسيد “سلون” الذي كان يرأس ذاك الاجتماع قام بتصرف ربما يكون غير مألوف. فعندما لاحظ إيماءات الرأس، والتي تعني الاتفاق معه، أيقن أو ربما استشف بحكم خبرته الواسعة، أن الموجودين أو بعضهم لم يطلع أو يدرس المسألة أو الموضوع المراد مناقشته في تلك الجلسة، والدليل هو الموافقة الجماعية دون أي نقاش.
يمكنني سيدي القارئ وفي ذات السياق، أن أعرض أمامك موقفًا أعتبره ذا صلة بموضوع مقالتنا هذه، وقد أجده يعكس ثقافة مؤسسية في بعض الأحايين. قد أكون على خطأ في هذا الانطباع، ولكن ما رأيك في الموقف التالي:
همس العضو المعيّن حديثًا في مجلس الإدارة في أذن زميله قائلًا: في الحقيقة ولظروف خاصة لم أتمكن من الاطلاع على ملف الاجتماع و... قاطعه الزميل بابتسامه لم يستطع تفسيرها قائلًا: ليس من الضروري الاطلاع على الملف، فقد عودنا الرئيس، أقصد رئيس الاجتماع، أن يقوم هو بنفسه بشرح مفصل للمسألة المراد مناقشتها وحتى تحليلها، لذا لا نجد نحن الأعضاء الحاجة للاطلاع على الملف.
تفاجأ الجميع بتغيير في رئاسة الجلسة، فقد أناب الرئيس التنفيذي أحد مساعديه لتلك المهمة، بدأ النائب الاجتماع قائلًا: سأطلب منكم أولًا شرح تفاصيل الموضوع وسوف أعطي كل عضو جانبًا محددًا يتحدث فيه بناءً على اطلاعاتكم المسبقة على الملف، ومن ثم نستمع إلى آرائكم.
ما رأيك سيدي القارئ في هذه المفاجأة؟ كيف سيكون رد فعل الأعضاء تجاه هذا التغيير في إدارة الاجتماع؟