رفع مدير الإدارة مذكرة إلى نائب الرئيس التنفيذي يطلب فيها موافقته على ترقية يوسف، وهو أحد العاملين معه في إدارته، وأوضح في مذكرته تلك أسباب ومبررات طلبه، التي تركزت على إنتاجية يوسف وأدائه المتميز وانضباطه والحس بالمسؤولية والولاء الذي يتمتع به هذا الموظف، إلى جانب مساهمته الفاعلة في تطوير الأداء المؤسسي. وتسلم المدير مكالمة من النائب يدعوه فيها إلى الاجتماع معه لبحث موضوع مذكرته.
وفي ذاك الاجتماع أسهب المدير في شرح مبررات طلبه وقام بسرد المشاريع والأنشطة والإنجازات التي حققها يوسف في الثلاث سنوات الماضية.
بعد انتهائه من ذلك نظر إليه النائب وباستغراب شديد علق قائلاً: شكرا على هذا العرض ولكني لم أسمع عن هذا الموظف من قبل ولا عن إنجازاته أو حتى إنجازات زملائه فقد كنت تنسب جميع الإنجازات لنفسك وكنت تردد و باستمرار عبارة “أنا” ولم أسمعك تقول “نحن” أو ترفق لي عملاً قام بإنجازه أحد العاملين معك فكيف أوافق على طلبك هذا؟
كان المدير ينظر إلى الأرض وهو يستمع إلى النائب ويهز رأسه وكأنه يعترف بما نسب إليه ويأسف على ذلك. بعد لحظات صعبة أحس خلالها بخطئه تجاه زملائه العاملين رد المدير بنبرات صوت لا تكاد تصل إلى الطرف الآخر بوضوح: أتفق معك سيدي وأتحمل نتيجة ذلك الآن ولكني أعدك بأني سأقوم بتغيير أسلوب عملي وتعاملي مع زملائي والذين دونهم لا يمكن إنجاز أي عمل، تابع المدير: أرجو سيدي موافقتكم على طلبي بترقية يوسف فهو فعلاً يستحق ذلك ولا أخفيك سراً سيدي الكريم بأني وعدته بهذه الترقية وبأنك ستوافق عليها وعدم موافقتك يضعني في موقف حرج وأنتم لن تقبلوا علي ذلك.
ما رأيك سيدي القارئ في هذا الموقف؟ لو كنت أنت النائب هل توافق على طلب المدير؟