توصلت دراسة أجراها الباحث النفسي الأميركي “غوتمان” مع زوجته الدكتورة “شوارتز” على حالات زواج استمرت قرابة (50) عامًا إلى أنّ العامل المشترك في نجاح العلاقات الزوجية وازدهارها شيوع ثقافة الامتنان التي تختصرها مفردة (شكرًا)، إلى حيث تدنو من الإيجابيات بزيادة دواعي التفكير المُنتِج وتفادي السلبيات وتقليص بواعث التفكير السّام على نظام العلاقة بين الرجل والمرأة، والذي راعته شرعة سيد المُرسلين (ص) لإعمـار الأرض وتحقيق التّواد وترسيخ التّراحم وغرس روح التعاون والمُشاركة لأطراف المجتمع بأكملها على نحو تواصل سليم تتشارك فيه مسؤولياتهما على سدّ النقص وحسن التعامل واحترام خصوصية بعضهما دون إفراط يؤدي إلى نزاع يُفكك الأسرة وينتهي بتصّدعها.
قد تكون في أدنى حالات نشر الأسرار المتعلقة بحياة الزوجين - تصريحًا أو تلميحًا – وفق المتخصصين على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصًا؛ أنّها تؤدي (حتمًا) إلى نتائج عكسية لا تُحمد عُقباها في أقلّها انتهاك خصوصية الأسرة منذ لحظة إفشاء السّر الذي يعظم فيه الإثم وتشتد به الحُرمة حين يتعلق الأمر بالفراش على وجه أدقّ، بل هو بمثابة الجمرة الخبيثة التي تدمر أواصر الحياة الزوجية فحينئذ ينعدم الأمن النفسي وتغيب لغة التواصل لتصل إلى مرحلة “الصمت الزوجي” في فقدانه لمساحات الخصوصية وخلق الحواجز النفسية وشيوع ثقافة الشكوك. وهي الأحرى بها، كسب القلوب عوضًا عن المواقف التي يتماشى منهاجها مع الشرع الحنيف حين يحظر الحديث عن الأسرار الزوجية وكشف مستورها أمام الآخرين.
(وإن كانوا من أقرب الأقارب) في خلاف لطبيعتها المبنية على الامتزاج المتجانس والميثاق الغليظ والأنس المتآلف وقتما يكون في إشاعتها نقائص عائبة أو مفاسد غالبة.
نافلة:
جاء امتناعه عن الزواج على زوجته التي ماتت قبل (15) عامًا عندما سأله المذيع ذات يوم: لماذا لم تتزوج إلى الآن؟ أنّه لم يجد مثلها حتى الآن (في ظل اندهاش المذيع وتعجبه!)، قال سأذكر لكَ موقفًا من جملة مواقف معها حالت دون أنْ أتزوج عليها حتى وقت سؤالك. يقول ذات مرة وقع بيننا خلاف كأيّ خلاف يقع بين الأزواج، فطلبتُ منها (وأنا في حالة غضب) أنْ تتركَ البيت فورًا وتذهب إلى بيت أهلها، إلا أننّي وبعد أسبوع حننتُ إليها، فذهبتُ إلى بيت أهلها لأعيدها ثانية. طرقتُ الباب، وإذا بها هي مَنْ فتحته وسارعت إلى تقبيلي وهمستْ في أُذُني، وقالت: “لا تقل لأهلي شيئًا؛ لأنهم لا يعرفون أننّا على خلاف، فقد أخبرتهم بأنّك مُسافر وأنا أقضي بضعة أيام عندكم”.
كاتب وأكاديمي بحريني