العالم كله ينتظر نتائج الانتخابات الأميركية كل أربعة أعوام، فكل شيء في العالم له علاقة بدرجة أو بأخرى بنتائج هذه الانتخابات! وها هي الانتخابات قد انتهت ورقص دونالد ترامب بين أنصاره احتفالا بعودته من جديد للبيت الأبيض! فهل منطقتنا على وجه الخصوص ترتبط سياساتها ومصالحها وصراعاتها بمجيء ترامب أو مجيء غيره؟ الحقيقة أن منطقتنا على وجه الخصوص لها وضع خاص بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية فيما يتعلق بالمشكلة الفلسطينية التي هي قضية العرب الأولى. فالإدارات الأميركية تأتي وتذهب منذ خمسين عاما دون تقدم يذكر في هذه القضية، فكل هذه الإدارات جمهورية كانت أو ديمقراطية تقدم الدعم لإسرائيل. وقد تختلف الأمور نسبيا في الحرب الروسية الأوكرانية أو مناطق الصراع الأخرى، لكن التاريخ يؤكد أن القضية الفلسطينية شأن مختلف.
قد يقوم الرئيس ترامب بتقليل الدعم لأوكرانيا بدرجة ما، لكن لن يوقف هذا الدعم تماما، لأنه في نفس الوقت لن يقبل أن تأتي هزيمة أوكرانيا خلال ولايته. وقد يسعى بدرجة ما لوقف الحرب في غزة وحل مشكلة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس، لكن الحل العادل الذي يتمناه الفلسطينيون والعرب لن يتحقق لا خلال إدارة ترامب ولا غيره، لأن التزام الإدارات الأميركية مهما تغيرت تجاه إسرائيل أمر لا يتغير بتغيرها. لن يتحقق السلام العادل في المنطقة إلا إذا مارست الإدارة الأميركية ضغطا حقيقيا على إسرائيل.
وليس ضغط الحليف على حليفه، وهذا لن يحدث إلا إذا حدثت تغيرات في موازين القوى في العالم، لكن قبل ذلك ستبقى القضية الفلسطينية كما هي وستظل المنطقة مضطربة كما هي.
تغيير الإدارات الأميركية لا يظهر بشكل واضح سوى في قضايا أخرى كقضايا المناخ وموقف كل إدارة منها ومدى دعم هذه الإدارة أو تلك لها، وكذا مسألة مساهمة الولايات المتحدة في دعم القضايا الإنسانية في العالم. أما القضايا الكبرى على مستوى العالم فلا تتأثر سوى بتغير التوازنات على الأرض.
كاتبة وأكاديمية بحرينية