يبدو أن الصراع بين إسرائيل وإيران سيبقى في أذهان الملايين من الناس مجرد مسرحية متفق عليها بين الطرفين، وأن مخرج هذه المسرحية هو الولايات المتحدة الأميركية. فعلى الرغم من أننا في الفترة الأخيرة رأينا طائرات مسيرة وصواريخ تسقط على تل أبيب ومثلها تسقط على طهران، إلا أن هذه الصواريخ لم تنجح في التغلب على مخزون عدم الثقة الموجود لدى الناس، وأنا شخصيا منهم، حول وجود اتفاق ولو ضمني بين الطرفين وبين مخرج هذه المسرحية.
ورغم أن الإعلامين الإسرائيلي والإيراني بالغا في وصف العمليات العسكرية التي تمت، إلا أن هذا لم ينطل على الغالبية العظمى من الناس. ومما يؤكد أن إسرائيل استخدمت الكذب الإعلامي خلال العملية الأخيرة من أجل تحسين صورتها ما نشر عن استخدام الإعلام الإسرائيلي صورا مزيفة لا علاقة لها بالعمليات الأخيرة في ترويج نجاح العملية. وقد أكد بعض الخبراء أن صور التفجيرات التي نشرها الإعلام الصهيوني هي لانفجار مصفاة طهران في يونيو ٢٠٢١، وتفجير بيروت في أكتوبر ٢٠٢٤، ولا علاقة لها بالضربات الإسرائيلية على طهران .ونتيجة لذلك سيبقى مخزون عدم الثقة حول ما تروجه الدولتان عن صراعهما هو ما يسيطر على عقول الكثيرين ممن لا يفهمون أي معنى لقيام مجموعة دول كبرى بإخبار إيران قبل الضربة بساعات عن موعد الضربة وتفاصيل ما سيجري، وبالتالي قيام الدفاعات الجوية الإيرانية باستعداداتها اللازمة للتعامل مع الضربة!.
والسؤال الذي يردده الكثيرون، وهو سؤال منطقي: ما المحصلة النهائية للضربات الإيرانية لتل أبيب والضربات الإسرائيلية لطهران؟ ما هو حجم الخسائر الناتجة عن ضربات جيشين نظاميين لبعضهما البعض بأحدث الأسلحة؟
إن ما أذيع عن خسائر إسرائيل من ضربات حزب الله أكبر من خسائرها من ضربات الجيش النظامي الإيراني.
كاتبة وأكاديمية بحرينية