+A
A-

فيلم " اختطاف 93 " تناقضات الحياة النيجرية وجمال إنساني

إن الحماس الخلاق للسينمائيين النيجيريين والاجتهاد والمثابرة والإعجاب الذي يحظون به كانا السبب في حيوية هذه السينما التي أصبحت تشير إلى مستقبل مزدهر بمفاهيم جديدة والسعي الدؤوب لخلق سينما واضحة المعالم، بدليل أن معظم الأفلام المنتجة في السنوات الأخيرة كانت أفلاما جادة ولها بصمات مضيئة في السينما الأفريقية عموما.
شاهدت مؤخرا على منصة " نتفليكس" الفيلم النيجيري " اختطاف 93 " للمخرج روبرت بيترز  وهو يستند إلى قصة حقيقية عن اختطاف أربعة رجال طائرة تابعة للخطوط النيجيرية  دبليو تي 47 عام 1993 ويطالبون الحكومة المدعومة من الجيش بتغيرات اجتماعية والعدالة في توزيع الثروات والتحرر من القبضة الحديدية.
في هذا الفيلم الذي يوضح بأسلوب بسيط أن المقاومة هي الطريق الوحيد الذي لا بد من سلوكه من أجل تحقيق النصر، سار المخرج روبرت في منعرج يبدأ من الواقعية على أشد ما تكون، مما يكاد يجعلها تسجيلية، وعرض الموضوع وعالجه بأناقة بارعة ثابتة القدم، رغم أن قصة الفيلم معروفة وتندرج تحت قصص أفلام اختطاف الطائرات. هذا كان على الورق وربما قبل أن يبدأ التصوير، ولكن أبهرنا في طريقة رسم الكادرات داخل الطائرة والدقة الصارمة في استخراج من عالمه الخاص ومن حساسيته صورا للقبح والجمال شديدة التلازم، خاصة في اللقطة المتوسطة التي تؤطر الممثل في قامته، كلقطة المضيفة " شارون اوجا" تجتاز الكادر من اليمين إلى اليسار ثم تختفي.  ومقطع مهاجمة الطائرة من قبل الجيش وسلسلة لقطات أخرى فيها متعة بصرية ذات سمات مميزة.
ومن اللقطات المهمة تلك التي تناولت التعبير عن تناقضات الحياة النيجيرية في تلك الحقبة وعن مفارقاتها، قتل طفلة  أحد الخاطفين " دايو" وهو الممثل اكينسولا الواسي في تبادل إطلاق النار بين الفصائل في الشارع، ووصف أحد الرجال العاديين في الحانة  بأن من قام باختطاف الطائرة هم أبطالا لأنهم واجهوا الموت وطالبوا بالاستماع إلى دعواتهم.
إن مادة الفيلم وان تناولت الحالة السياسية والاجتماعية في نيجيريا في فترة ما ، إلا أنه مليء بالعفوية الإنسانية والجمال الإنساني.