العدد 5834
الجمعة 04 أكتوبر 2024
banner
أوجاع الجدات
الجمعة 04 أكتوبر 2024

أن تقرأ حكاية تصف حال الأجداد في الكبر وتتفاعل مع أوجاعهم وأنت صغير أمر يختلف تمامًا عندك عندما تكبر وتعيش تفاصيل هذه الحكاية بعدما تدرك أن الجدة كبرت وتغيرت وأصبحت كثيرة النسيان وتردد السؤال عن الزمان والمكان، إنها ساعة الزمن التي مضت بسرعة وأوقفتنا أمام حديث الجدات الذي قل، والملامح التي تبدلت وأبدلت المشهد أمام أعيننا، وجعلتنا أمام أوجاع الجدات وهن يشتكين من أعراض الكبر والمرض، وربما من ذاكرة لا تستذكر الحاضر بل تناجي الماضي، أنا أتحدث عن جدتي وجدتك، نحن ندرك أثر تلك العلاقة العميقة التي تربط بين الجدة والأحفاد، وهي علاقة مختلفة عن العلاقة مع الأبناء، ففي ترديد كلمة جدتي هناك مشاعر تتسم بالحميمية والبركة يمكن ترجمتها في شعور بالعزة والقوة والحنان المختلف، فالجدة بمثابة الظل الذي يشعرنا بقيمة الأمان وقيمة المعاني في هذه الحياة.

يحتاج الأجداد في هذه المرحلة إلى الكثير من الدعم الأسري، وهذا الدعم يتطلب فهما وتقديرا للحالة التي يمرون بها، حيث إن وعي الأبناء والأحفاد بحاجة الأجداد لهم مهم جدا لأنها مرحلة جديدة ومختلفة عن كل المراحل العمرية السابقة، وبلا شك للدعم العاطفي أثر كبير في تحسين الصحة النفسية، حيث إن إظهار مشاعر الحب، التعاطف، الاهتمام وتلبية الاحتياجات، له دور كبير في تهيئة الحالة النفسية للمسن.

أوجاع الأجداد لن تتوقف تزامنًا مع الكبر في السن، فعندما تدرك أنهم كبروا تذكر أنك كبرت أيضا لتتحمل الألم وتخفف الوجع وترد الجميل.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية