خرجتُ من منطقة الراحة لأدخل منطقة الازدحام، فجأة وجدت نفسي أمام مبان كثيرة وعدد كبير من الطلاب، أشكال مختلفة من الأساتذة من مختلف الجنسيات، حديث عميق عن التخصصات، أنشطة متنوعة شعرت بالقلق في بداية الأمر حتى فقدت القدرة على التعبير، حتى أنني أتجنب طرح السؤال، وتمنيت حينها أن أعود للمدرسة مجددا حيث كان النظام هناك أكثر راحة.
هكذا يصف الطالب الجامعي أفكاره وهو يعبر عن قلقه في أول يوم جامعي، هذا اليوم المهم بالنسبة للطلاب الذين انتقلوا من المرحلة الثانوية إلى المرحلة الجامعية، حيث تسود هذه المرحلة الكثير من التساؤلات والكثير من المخاوف حول ماهية المرحلة وطبيعتها، خصوصا أنها مرحلة مهمة وتشكل منعطفا مهما في حياة الطلاب وهم يقبلون على مرحلة جديدة من حياتهم يعول عليها الكثير من الأمل والنظر للمستقبل، لذلك تأتي أهمية التهيئة النفسية لطلاب الجامعة أسوة بما يحدث لطلاب المدارس، بل إن هذه الحاجة تشتد مع اختلاف المسؤولية، والتي تتطلب أحيانا توفير المواصلات أو الإلمام بالمتطلبات، عدا عن ذلك القلق الذي يكثر عند الطلاب غير القادرين على التواصل مع الآخرين بصورة طبيعية، وقد يعود ذلك لإصابتهم بالاضطرابات النفسية أو نتيجة ضعف في مهاراتهم الحياتية.
إن تهيئة الطالب الجامعي ليست مهمة المؤسسة التعليمية فحسب، بل هناك مسؤولية تلقى على عاتق الأسرة كذلك، خصوصا في التعامل مع الجيل الحديث المختلف في طريقة تفكيره وصلابته النفسية وقدرته على التعامل مع التحديات.
للحد من قلق اليوم الأول لابد من فتح باب الحوار مع الطالب الجامعي وتشجيعه على البداية القوية والمثمرة في الجانب الأكاديمي والنفسي كذلك.
كاتبة وأخصائية نفسية بحرينية