ما هو الوطن لولا الشعب؟
الشعب، هو العمود الفقري لنهضة الأوطان وتحديد مصيرها، ولذلك تنمو وتزدهر الأوطان وتتقدم إذا كان الشعب فيها متوحدا ومحافظا على نسيجه الوطني، وملتفا حول قيادته السياسية بالولاء والانتماء للوطن، ومدركا لمسؤولياته الوطنية.
إذًا لابد من الوعي الوطني لدى المواطنين من أجل المحافظة على أمن وسلامة الوطن، والمحافظة على تماسك وقوة جبهته الداخلية وصون مكتسباته. والوطن الذي تتسلل إليه أيادي العبث والتخريب - الفكري والمادي - لا تقوم له قائمة، ويصبح هشا ضعيفا في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.
ولهذا تسعى مملكة البحرين دائما من خلال يقظتها السياسية والأمنية ورعايتها للمواطنين إلى ترسيخ الثوابت الوطنية في وجدان المواطنين، من حيث تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة.
وفي هذا السياق، دشن وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني (بحريننا) في مارس العام 2019، في إطار الرؤية التنموية الشاملة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، والتي جعلت في مقدمة أولوياتها احترام حقوق الإنسان وترسيخ روح الوحدة الوطنية وقيم المواطنة الصالحة في إطار الدولة المدنية الحديثة، القائمة على أسس العدل والمساواة وسيادة القانون.
وقد شكلت هذه الخطة الوطنية الشاملة وثيقة استرشادية نابعة من النهج الإصلاحي والفكر الإنساني للملك المعظم، وبرنامج عمل الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، فيما يختص بترسيخ الهوية الوطنية الخليجية والعربية والإسلامية وقيم الولاء والانتماء والتسامح في مجتمع يسوده الأمن والاستقرار كركيزة للتحديث والتنمية المستدامة.
ووضعت الخطة الوطنية في مقدمة أولوياتها تعزيز الهوية البحرينية الجامعة، بقيمها الوطنية المعززة للولاء للشرعية والانتماء وحب الوطن والفخر بمنجزاته والاعتزاز بتضحيات قواته الأمنية والعسكرية في الدفاع عن سيادته ووحدته وصون أمنه ومكتسباته، والمحافظة على قيم الدولة الاجتماعية في تكريس التسامح والتعايش والأمن والطمأنينة والمواطنة الصالحة والتعددية وقبول الآخر والتضامن والمسؤولية الاجتماعية، وكذلك القيم السياسية في توطيد الديمقراطية والمشاركة العامة والتوافق الوطني، وقيمها الإنسانية في احترام حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية والثقافية على أسس من العدل والمساواة، بالتوافق مع الدستور والميثاق والاتفاقيات الدولية.
ومن هذا المنطلق، وبناء على المسؤولية الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتق وزير الداخلية معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، حفظه الله، المسؤول الأول عن أمن البحرين وسلامة المجتمع، فقد وجه معاليه مؤخرا رسالة أبوية سامية إلى أبناء الوطن، يدعوهم فيها إلى اليقظة والوعي والثبات والتماسك الوطني والانتماء إلى الوطن والحرص على الوحدة الوطنية، في ظل التصعيد الأخير والظروف الراهنة الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية.
وأكد أنه “على الآباء والمهتمين بالشأن الداخلي والمدركين لخطورة الأوضاع الراهنة أن يتحملوا مسؤولياتهم في المحافظة على أمن الوطن ونسيجه المجتمعي المتماسك القوي، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنب بلدنا والمنطقة مخاطر الحرب، وتداعياتها”.
حفظ الله البحرين من كل سوء، والله خير الحافظين.