يضرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ومن معه من قوى وشخصيات متطرفة بل وأشد تطرفا.. يضرب كل الوعود والتمنيات والمطالب والرغبات الأميركية والعربية والدولية والإنسانية العلنية عرض الحائط، بل إن الضربة الأشد قوة، كانت وتكون باتجاه المطالب والوعود الأميركية. هذا الرجل مدان من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وبحقه مذكرات توقيف دولية، وبالرغم من ذلك ها هو يتنقل بين عواصم العالم من دون أن يقول له أحد “أوفا”. هذا الرجل أي نتنياهو، دمر قطاع غزة وجرفه بأكمله ومسحه مسحا عن الوجود بأبنيته وشرد سكانه وهدم مستشفياته، مستشفى بعد مستشفى، ومركزا طبيا بعد مركز، ولم يترك للفلسطينيين مستوصفا لتضميد الجراح، بل تبعهم إلى قصف الخيم في المخيمات بعد أن دمر مدارسهم ودور الحضانة ولم يقل له العالم الغربي “يا محلى الكحل في عينيك”.
اقترح الرئيس الأميركي، مبادرة لإنهاء النزاع في غزة، وافق عليها الفلسطينيون بمن فيهم حركة حماس، الأكثر تشددا، لكن رفضها نتنياهو ولم يقبل تطبيقها. قالت الولايات المتحدة بعد فشلها في إيقاف تطرفه، لن نسمح بالاقتراب من رفح، فاقترب نتنياهو ولم يتردد في تدمير رفح ولم تحرك إدارة بايدن ساكنا أو تؤثر مواقفها به وبتطلعاته وممارساته. حذرت الإدارة الأميركية من امتداد الحرب إلى لبنان لكنه لم يتردد في تصعيد خطواته بقصف وقتل قادة أساسيين من حزب الله في قلب الأحياء السكنية. قالت الولايات المتحدة بعد أن أعطته مساعدات مادية إنها لا تريد التصعيد في لبنان، لكنها أمدته بقنابل ارتجاجية تخترق التحصينات، وسمحت له باستخدام طائراتها الحديثة (f35)، لملاحقة قيادات الحزب العسكرية. أصدرت الولايات المتحدة بيانا موقعا من عشر دول للمطالبة بوقف الحرب ووقف النار في لبنان، لكنه أصر على متابعة توجهه لهزيمة حزب الله. لم يسمع نتنياهو إلا صوته واستمر في توجهه المصر على استكمال ما بدأ به.
في اليومين الماضيين سارت الولايات المتحدة ومجموعة من الدول الغربية في اقتراح لهدنة في لبنان للبحث في تطبيق القرار الدولي 1701 الصادر في العام 2006، لكن نتنياهو أجاب بصراحة أنا لن أتوقف عن ضرب حزب الله وبقوة.
الآن بعد أن سقط اقتراح الهدنة وكل المساعي الدولية والرغبات الأميركية في وقف النار هل يرتدع نتنياهو عن شن عملية برية باتجاه الأراضي اللبنانية أم ستتوسع الحرب وتتسع لتشمل استهداف ما تبقى من حرمات مدنية وإنسانية؟.
كاتب وأستاذ جامعي من لبنان