العدد 5825
الأربعاء 25 سبتمبر 2024
دعنا نرتب العبارات التالية..
الأربعاء 25 سبتمبر 2024

“الناس مثيرون للعجب، ينفقون شبابهم من أجل تحقيق الثراء، وبعدها ينفقون كل ما لديهم عن طيب خاطر لاسترداد صحتهم”. هذا ما يقوله عالم الإدارة جون سي ماكسويل. ولعلّي أستطيع الجزم بأن ماكسويل، صاحب المؤلفات في الإدارة وخبرته الواسعة في ذات التخصص وأقصد في العمل الإداري، لم يأت بتلك المقولة من مخيلة كاتب أو مجرد حدس، فهو رجل علم وممارسة متعمقة واسعة في هذا المجال.
الذي شدني وجعلني سيدي القاري أن أبدأ مقالتي هذه بتلك المقولة هو لقاء أجرته مذيعة على إحدى القنوات الفضائية. طرحت المذيعة سؤالًا ربما أقدر أن أصفه بالصعب المحيّر. فقد وجهت السؤال التالي لضيوفها الذين كانوا في الواقع على رأس مؤسسات عالمية ويتمتعون بخبرات واسعة في العمل الإداري. كان السؤال كالتالي: أيهم يأتي أولًا، أو رتب العبارات التالية حسب أولوياتها على ضوء ممارستك للعمل الإداري وبحكم منصبك بصفتك قائدا إداريا:
عملك، عائلتك، صحتك. كان الاختلاف في الرأي هو سيد الموقف. فقد أكد البعض أن الصحة تأتي أولًا، فإذا توافرت الصحة تمكنا من الإيفاء بمتطلبات العمل وحقوق العائلة. بينما ركز البعض الآخر على العمل، فبرروا قائلين إنه لولا العمل لما استطعنا توفير حاجات ومستلزمات العائلة وكذلك متطلبات الحفاظ على الصحة من علاج ودواء، فالعمل هو مصدر توفير المال لتحقيق تلك الحاجات والضرورات للعائلة والصحة.
أما الفئة الثالثة فقد اعتبرت الاستقرار العائلي والحرص على الحياة العائلية الهانئة، وذلك بمنحها حقها من رعاية واهتمام وعناية وتخصيص الوقت الكافي لها، اعتبرت ذلك الأولوية الأولى، فإذا غابت أو غيّبت فإن تأثير ذلك سيكون واضحًا ومؤثرًا على صحتنا والقيام بمسؤوليتنا في العمل.
ما رأيك أنت سيدي القارئ في ترتيب تلك العبارات؟ أم إن هناك أسلوبًا آخر للتعامل معها؟

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .