نقابل الكثير من الشخصيات في حياتنا، وتختلف نسبة تفاعلنا معها بناء على الكثير من المعطيات التي تحتم علينا تحديد مستوى الحاجة والعلاقة جراء ذلك التفاعل، وما أكثر من يمرون بعد موقف أو اثنين، ويذهبون بعيدًا عن أعماق الذاكرة دون أثر وذكرى. في حديثي اليوم سأتطرق ناحية الشخصيات الذين يمتلكون قوة الحضور والتأثير، وقدرة على بسط الإلهام فيمن حولهم أينما كان دورهم. في اعتقادي، والأمر أسقطه تفصيليًا لمن أردت أن أهديها هذه التجربة البسيطة يرتبط بإيجابية التفاعل أيا كان ومستوى إطلاق العنان لتعابير الجسد في أن تتجسد براحة تامة من غير تكلف، ما يولد انسجامًا كاملاً بين العقل والمشاعر، والتي تنعكس تباعًا في صورة وهيئة الشخص خلال تواصله وتفاعله مع الآخرين، فتحيط به المصداقية قلبًا وقالبًا، ولكم أن تتخيلوا حجم الانبهار في ذلك المشهد ونقاوة الكلمة التي تصدر وعفويتها الجميلة.
هنا قد نقع في دائرة الإعجاب، والتي لا تنفك دون انتظار لحظات الاستلهام لاقتناصها أينما وجدت، والسبب في أمرين، الأول يقع فيمن لديهم الاستعداد لتلقي طاقة الإلهام والبحث عنها بشكل مستمر، وثاني الأمرين فيمن سخروا أنفسهم لأن يكونوا مصدرًا للإلهام ذاته، ولو أنهم قد لا يعلمون حجم ومستوى التأثير الذي يتبادر منهم إلا بعد اعتراف صاحب الأمر الأول الذي قد يتفاوت من شخص إلى آخر، والسبب يرتبط بالأول نفسه ودرجة تأثره بالمعطيات ودرجة ما يستفزه منها، ما يؤكد صحة المعادلة التي تجزم بأهمية وجود الأثر حتى تصدر الاستجابة، والتي أعني بها التفاعل ودرجاته التي يحدثها الأثر ودرجة استعداده وقبوله في إعطاء الدرجة والنسبة. لذلك أعزائي القراء، لا يمكننا الابتعاد عن دائرة التأثير أبدًا، لأن البقاء داخلها يجعلنا نمر بين متأثِر ومتأثر به، نأخذ ونعطي في مسار يرتبط بالنسبة والتناسب بناءً على درجة التفاعل وإدراكنا له ومصداقيتنا في التعبير.. هكذا أراها “صاحبة الموقف” ملهمة مؤثرة مميزة.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية