أكدت المنهجية التشاركية للمجلس الأعلى للمرأة الاحترافية في إشراك أفراد المجتمع كافة للاحتفاء بالإنجازات التي تتحقق للمرأة البحرينية عبر مراحل تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص وتحقيق التوازن بين الجنسين في مناحي الحياة عامة، وتوالت قصص النجاح في المراحل التطويرية التي وضعها المجلس بفضل سن وتعديل التشريعات الوطنية الداعمة للبرامج والمبادرات التي دفعت عجلة النمو والمشاركة بكل اقتدار وجدارة، ولنا اليوم أن نشد الخطى عزمًا وحزمًا لضمان العطاء واستدامته باعتبارها مسؤولية وطنية جماعية، إذ شهدنا أهم وقائع المحطات التاريخية التي تؤكد الدور المحوري للتوجهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، كما راهن عليها في كل محفل ومقام، وقد حظينا بقائدة مسيرة هذا العطاء والتميز تجسدت في جهود صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، والتي ترجمت معالمها بدعم شامل ومستمر من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
إننا في مرحلة تتوجب الاستحضار الدائم للإنجازات التي توجت مسيرة الثلاثة وعشرين عامًا التي مرت على إنشاء المجلس، وهي مرحلة تزيدنا تعظيمًا واعتزازًا، فحينما نقف مع الصور والذكريات التي تتوج المنصات الخاصة بالمجلس خلال هذه الفترة من الاحتفال السنوي بذكرى الإنشاء، مع التأمل في مضامين الشعار الخاص بيوم المرأة البحرينية لهذا العام “المرأة شريك جدير في بناء الدولة”، فإننا في مشهد مختلف. لقد عودنا المجلس الأعلى للمرأة أن نعيش اللحظة ونتأمل فعليًا خط المسير، فكان أشبه بالرؤية التي يراها قائد ذو فكر راسخ فتح لها المدى لتبلغ أقصى اتساع، فمن التمكين والنهضة والتقدم إلى تحقيق الجدارة التامة في المشاركة لبناء الدولة. وهذا يؤكد الدور التشاوري المهم الذي يستند إليه المجلس منذ إنشائه بالتشاور مع أصحاب القرار والمصلحة في مختلف مؤسسات الدولة، لأنه العنوان الأبرز والمؤشر الحقيقي على ما تحقق في مجال تعزيز مشاركة المرأة البحرينية وضمان استدامة جدارتها في بناء الدولة.
*كاتبة وأكاديمية بحرينية