العدد 5775
الثلاثاء 06 أغسطس 2024
banner
حينما أُسدل الستار
الثلاثاء 06 أغسطس 2024

ربما أجمع البدايات والنهايات في حديث مزدوج اليوم بعيدًا عما يفصل بينهما من أحداث وتفاصيل في محاولة للتعبير عن تلك اللحظات التي يسدل فيها الستار، ثم الكشف عن حدث يرى فيه صانعوه شيئًا مختلفًا عما يراه غيرهم، وهذا أمر طبيعي برمته طالما أنهم عاشوا تفاصيله بما كانوا عنه يبتعدون، لكن والأمر الذي قد يغيب عنهم مربوط بالأثر الذي ينقله لمن يشهد الإخراج الأخير للمشهد، فإما يقبله أو يزدريه حسب المحتوى والمضمون والمقصود.

فعندما يتحدث أهل الفن نراهم يجادلون في أدق التفاصيل التي تجمل المشهد وتبعده عن الغلط واللغط في ذات الوقت، خصوصا إن كان الهدف يرمي نحو معالجة أمر أو أمرين، ولا غنى في كل الأحوال عمن يشاطرهم ويعزز مسارهم ممن يقرأون التفاصيل وما وراءها وما هو قادم بعدها. وهذا يجعلنا في خط الموازاة مع آخرين لديهم مهارة نقل الحدث من زاوية الالتقاط الخاصة تلك، والتي تبرز الجانب التحليلي برؤى متعددة، لذلك فإن عملية إسدال الستار لا يمكن أن تكون حدثا وحسب، بل هي مهارة عالية بحد ذاتها، وتتطلب المزيد من الخبرة والكفاءة في رسم المضامين، وترجمتها للعيان، وما يكون بخلاف ذلك، فهو محط لإبداء الرأي وتعدد اتجاهاته. وبالنظر في حيثيات الاتجاهات المتعددة للآراء فهي في سياق التوجيه والانقياد وأهل الإعلام أخبر وأعلم بذلك، ويمتلكون العديد من المفاتيح لتوجيهها أينما رغبوا. وهكذا فلا يمكن أن تقتصر عملية إسدال الستار على محفل اعتيادي، خصوصًا في نقطة البداية، ولا يعني هذا أن النهاية قد تكون أسهل وأسرع لأنها الخلاصة الأعمق والأشمل لما نريد أن نكون. وهنا ومن عالمي البسيط المتغير، أيقنت أن التجربة لا تتعمق عندما تكون في مسار اعتيادي، بل هي العالم كله في رحلة لها بداية ونهاية واستخدام الستار بينهما هو الحافز نحو الفصل والجمع لمضامين البقاء.

* كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية