العدد 5803
الثلاثاء 03 سبتمبر 2024
ومن يدري؟
الثلاثاء 03 سبتمبر 2024

هناك من سيكترث ولو بالقليل بحجم المحاولات التي يبذلها الشخص من أجل التغيير، فغالبًا سيكون حوله العديد من المتفرجين المراقبين الذين تتنوع أدوارهم حسب المساحة التي يمنحها الشخص إليهم للاقتراب أو الابتعاد. فإن وجدوها وزانت نواياهم فلح، ويخيب حتمًا إن شانت، ومنهم من ينهضون في اللحظات الفارقة في محاولة منهم لزج أنفسهم لتذوق حلاوة النجاح لا غير، وغالبًا لن تعجبهم طالما لم تكن من صنيع أيديهم.. ومن يدري أصلاً بمحاولاتهم الأولى التي بذلوها ومن خابت منهم الظنون مما جعلهم لم يعرفوا مذاقًا غيره، ولا أحد يدري كم من الخيبات التي ألمت بهم حتى هانت عليهم كل خطوة.
أعزائي القراء، لا أرغب بزج عمود “عالم متغير” نحو تلك المنطقة المظلمة، باعتباره مساحة تركز على منهجية التحفيز والإيجابية التي ننتظرها أسبوعيًا، لكن قد تجدر بنا الإشارة من جانب وآخر ناحية بعض الأمور حتى تتضح أهمية غيرها في بناء المنهجية التي لابد لها أن تتمركز في بؤرة حياتنا الشخصية دون تردد. ومثال على ذلك، الأسلوب الذي يسلكه الشخص لتوفير تكلفة شراء سيارة جديدة كل ثماني سنوات، كيف يؤهل نفسه لذلك؟ وهل يصح له أن يفاجئ نفسه بمثل هذا النوع من القرارات دون تخطيط واستعداد؟ لذلك أرى أهمية الدفع الشخصي بعدة مقومات ومن عدة مستويات، لتلتقي في مكان أشبه بنقطة الارتكاز التي تصنع التكوين الأساسي للصورة النهائية لما يريد لتلك الصورة التي لن يدري عنها أحد إلا في وقت الاحتفال ذاته، ولن يكون صعبًا في ظل وجود نقطة ارتكاز محددة، ولن يكون كابوسًا مظلمًا أو مجهولاً، إن استخدم أسلوب التفكير والتركيز كأساس النهوض نحو نقطة الارتكاز المطلوبة كلما ابتعد عنها أو تاه، فلابد من تسليم العائد المطلوب من تلك المسارات التي تعزز الصورة الحقيقية. لذا، فإن رسالة اليوم للجميع، وأنا معهم: “ليس لدينا أي مجال للتأني في رسم لوحة تحاكي الصورة المأمولة التي نطمح لها” فلا أحد يدري.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .