كثيرة هي التفاصيل المفاجئة والمثيرة التي طرأت على المشهد الانتخابي بالانتخابات التكميلية 2024 في أولى المحرق “البسيتين”، وبعد مغادرة 5 مترشحين السباق الانتخابي ووصول المترشحين إبراهيم آل الشيخ وعبدالواحد قراطة للدور الثاني هذه قراءة تحليلية للمشهد أعدّدها في بعض الوقفات:
* منذ إعلان إبراهيم آل الشيخ ترشحه وكل المؤشرات على أرض الواقع وعند المراقبين تقول إنه جاء منافسًا لا مشاركًا وحسب، ترشح عبدالواحد قراطة في اليوم الأخير أربك المشهد ويُحسب له إقدامه وحماسته التي جعلت منه منافسًا بارزًا قبل حسم مشهد الدور الأول والواضح أن المنازلة بين آل الشيخ وقراطة متكافئة إلى حدٍّ بعيد، فآل الشيخ بوجاهته وخطته الإعلامية وقراطة بروحه الشبابية وإقدامه يقودان المشهد لمنافسة قوية تحسمها صناديق الاقتراع السبت المقبل.
* التحالف الصريح والوحيد كان من المترشح الذي غادر المشهد صالح السادة مع عبدالواحد قراطة وهذا دعم لا يمكن إغفاله لسببين الأول حصول السادة على 734 صوتا، وحلوله بالمركز الرابع كان إنجازًا يُحسب له بصراحة، والسبب الثاني أن عفوية هذا الرجل ثمنها قبول وانتشار لمنشوراته في الدائرة والبحرين عمومًا. حمد الكوهجي أصدر تصريحًا غريبًا نوعًا ما مضمونه أنه “يدعم المرشح المستقلّ”، وبرأيي أن هذا التصريح تموضع سياسي ضبابي لكسب ودّ الطرفين وجماهيرهم كلٌ وفهمه، شخصيًا أتوقع انقسام أصوات حمد الكوهجي، حماسة الشباب ستذهب لقراطة، ومن يروق له خطاب الاستقلالية سيذهب لآل الشيخ، صمت البقية ممن غادروا المشهد قد يكون عن الإعلام فقط، وحتمًا هناك تحركات بعيدة عن الأضواء، دعم القوى السياسية الفاعلة لها تأثير وازن وهذا سبب رئيس لصعود قراطة للدور الثاني برأيي ولا نغفل قربه من التيار الديني الذي له ثقل تاريخي في هذه الدائرة تحديدًا، وجاهة آل الشيخ وقربه من الخط التجاري تعطيه زخما يتوازى مع خطته الإعلامية وحملته الانتخابية القوية بصراحة.
* رغم أهمية التحالفات سياسيًا وإعلاميًا، ولكن الحق أن تأثيرها نسبي يتفاوت من دائرة لأخرى حسب تركيبة الدائرة وتوجهات الناخبين فيها، ويجب ألا نغفل أن تحالف ودعم من غادر المشهد خصوصًا معنوي أكثر من كونه توجيها للأصوات التي حصل عليها في الدور الأول لصالح مترشّح معيّن، يبقى التأثير للقوى السياسية الفاعلة أكبر ولا يُمكن إغفاله.
* أهلنا في البسيتين المعوّل على وعيكم كبير، 6 انتخابات مرت كفيلة بأن تحقق وعيا تراكميا يُفضي لاختيار المترشّح الذي سيشكل إضافة لزملائه الـ 39 وسط حالة إحباط تتنامى تجاه أداء النواب، عيون البحرينيين جميعًا عليكم، والمرجو حُسن الاختيار لمن سيمثلنا جميعًا في النصف الثاني من عمر المجلس.