العدد 5793
السبت 24 أغسطس 2024
"محسومة"
السبت 24 أغسطس 2024

لغويًا الأمر المحسوم يعني المنهيّ، المبتوت فيه بصورة قطعيّة، درَج عندنا عند الحديث عن الدوائر الانتخابية أن الدائرة الفُلانيّة "محسومة" لفلان، استباقًا لإجراءات العملية الانتخابية بتعقيداتها وحساباتها ونتائجها الأوليّة والنهائية، فما المراد من ترويج هذه الكلمة كشعار رنّان كثُر حولهُ الجدل!؟

محسومة.. كلمة تستخدم مرةً للدعاية الانتخابية وهي أمر مشروع، ولكن يجب أن تفهم بأنها ليست أكثر من مجرد دعاية أقرب للتضليل غالبًا.

محسومة.. تُستخدم للتوجيه الإعلامي تجاه مترشّح مُعيّن على حساب آخرين، وعادةً يكون هذا التوجيه مدفوع الأجر وعلى منصّات تحظى برواج وثقة لدى العموم.

محسومة.. تُستخدم للتثبيط والتشكيك في عزيمة جمهور مترشّح معيّن لصالح مترشّح آخر تناصره قوىً معينة.

محسومة.. تُستخدم أيضًا لتخدير الرأي العام لاستثماره تجاه مترشح معين يُراد لهُ الوصول من قِبل بعض القوى السياسيّة الفاعلة.

أولى المحرّق (البسيتين) والتي تشهد حراكًا انتخابيًا بعد إبطال عضوية د. محمد الحسيني من مجلس النوّاب بحكمٍ قضائي، وبوجود 7 مترشّحين على خطّ المنافسة بعد اعتزام مال الله القحطاني الانسحاب، كلّ الشواهد تقول إن الدائرة "غير محسومة".

تاريخيًا الدائرة لم تُنافس فيها امرأة قطّ الا أنّ المترشحتين د. خولة الشامسي ود. ندى بن شمس تبحثان عن حظوظ انتخابية بجدّية في دائرة رجالية الهوى ودينيّة الطابع.

المترشح صالح السادة نجح بجدلياته في أن يجد لنفسه مكاناً عبر إثارة الجدل في الساحة الإعلاميّة فقط.

أمّا الأربعة مترشحين الآخرين فقد رجح كثير من المراقبين حظوظهم، النائب السابق حمد الكوهجي بحماسته وخبرته النيابيّة أحد الوجوه الذين حافظوا على حضورهم الاجتماعي وقاعدته الجماهيرية، رجُل الأعمال إبراهيم آل الشيخ بحضوره الاجتماعي وخطته الإعلامية استطاع أن يروّج لنفسه بأنّه أحد أبرز المنافسين، عبدالعزيز المناعي رغم صمته النسبي لا يمكن إغفال حظوظه استنادًا على  1130 صوتا حصل عليها، أهلتهُ لأن يحلّ ثالثًا في الانتخابات الأخيرة، عبدالواحد قراطة لقربه من بعض الجمعيات والقوى السياسية وكونه وجهاً شبابياً جديداً يرى فيه بعض المراقبين شخصية يمكن التعويل عليها كمنافس يضفي سُخونة للمشهد في أولى المحرّق.

كل هذه المعطيات تقول أن لا شيء يَحسم النتيجة النهائية في الانتخابات النيابية التكميليّة 2024 في البسيتين سوى الصوت الواعي المُدرك، المقدّم للمصلحة الوطنية معتبراً إياها البوصلة لاختيار المترشح الاكفأ الذي يرى فيه كل بحريني إضافة للمجلس النيابي، ويبقى صندوق الاقتراع الفيصل في 7 سبتمبر المقبل.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .