العدد 5800
السبت 31 أغسطس 2024
الشباب في الحراك البرلماني
السبت 31 أغسطس 2024

الانتخابات التكميليّة في أولى المحرّق (البسيتين) كانت محور الحديث في تجمّع تشرفت فيه بخيرة من شباب الوطن قبل أيام؛ استوقفتني كثيرًا مداخلة أحدهم وهو يقول بحرقة إن (الشباب) كلمة تُرفع كشعار برّاق لاستهداف فئة عُمرية بصورة انتهازيّة تُستخدم كوقود للحراك الانتخابي وفي فِرق المترشحين لتنتهي فور انتهاء الانتخابات، ولا نكاد نسمع لهمومهم صوتا في الحراك البرلماني، علّل ذلك بأن التركيز النيابي ينصبّ على ملفات تحسين الوضع المعيشي لأرباب الأسر والخدمات الحكوميّة كالإسكان والصحّة وملف المتقاعدين، وحينما يتطرّق نوابنا للشباب ففئة (العاطلين) منهم هي الملف الأبرز والوحيد ربّما!

الحقيقة أن هذه المداخلة فتحت بابًا لهموم وُضعت على طاولة النقاش الوطني الواعي، فئة الشباب التي أكملت تعليمها خصوصًا، تنتظر تشريعات وقرارات تؤمّن لهم وظائف تليق بمستواهم التعليمي وتضمن لهم عيشًا كريمًا بدل قضاء زهرة أعمارهم بين طابور العاطلين أو التنقل بين وظيفة وأخرى طمعًا لاستقرارٍ وظيفيٍ آمن.

الشباب ينتظرون حراكًا نيابيًا استراتيجيًا يمهّد لهم الطريق لمستقبل آمن عبر تشريعات ذكيّة توازن بين المخرجات التعليمية واحتياجات سوق العمل سيّما وأن التطوّر التكنولوجي الكبير والمتسارع بشكل مخيف يهدّد كثيرا من القطاعات التقليدية.

الشباب يلحظون بألم تراجع دورهم في الجمعيات والنقابات بل حتى في العمل الخيري والتطوّعي إجمالاً ويعزون ذلك لانشغالهم بأولوياتهم الشخصية نتاج وضع جامد اجتماعياً حان الوقت للالتفات بجدّية له.

أضع هذه الهموم ونحن نشهد حراكًا انتخابيًا في أولى المحرق (البسيتين)، تتصدره بعض الوجوه الشبابية التي يعوّل عليها تغيير شيء من الواقع لبحرين أفضل إن شاء الله.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية