العدد 5807
السبت 07 سبتمبر 2024
banner
“مُطاردة” إلكترونية!
السبت 07 سبتمبر 2024

من اللافت وفق أحدث التقديرات، وجود مليار شخص أو ما يزيد عبر العالم مُنخرطين في منظومات وأُطُر تعاونية أهلية التشكيل في مجالات الاقتصاد والصناعة والمال والزراعة والتجارة والإسكان والعلوم والسياسة والثقافة والاجتماع وغيرها، وهو ما يُعزّز ثوابت النسيج الاجتماعي، ويُثمّن دور الاندماج الإنمائي، ويُترجم مُعطيات التمكين النبيل بين الشعوب التي تقودها إلى مناهج النجاح وتحقيق الإنجازات في سيرورة العمل الجماعي وسط أجواء تُثريها مُنطلقات التعاون وتُعزّزها بواعث التضامن لنهضة المُجتمعات بعيداً عن نزعات الفرقة وبواعث الشرور التي تُسخرّ – في وقتنا الحاضر - مختلف الأساليب ومتنوع الأدوات لاجتثاث أواصر الألفة وبثّ صنوف التّخاصم وتعميق قواعد التناكف بين أبناء المجتمع الواحد.
وتُترجَمُ وسائل التواصل الاجتماعي – باعتبارها واحدة من الأساليب والأدوات الشائعة هذه الأيام – بمجموعة التطبيقات والمواقع الإلكترونية الموظفة في التواصل الحياتي ونشر المعلومات ومشاركة المحتويات وغيرها بمتنوع شبكاتها الوسائطية والتدوينية التي بَدَت “منصة” إعلامية مهمة عبر الشبكة العنكبوتية بنوعية المحادثات المكتوبة أو المكالمات الصوتية أو المقاطع الفيديوية، بعدما تركت تأثيرها المُتباين إيجاباً وسلباً على ثقافة المُجتمع ونظرته الشاملة في طرح ومعالجة قضاياه، حيث تجلّت إيجابيتها – إجمالاً - في تعزيز الإنتاجية العلمية والمعرفية وتسهيل التواصل الذي لا تحدّه جغرافيا الحدود في كسر الحواجز الثقافية وزيادة الوعي، فيما تتعدى آثارها السلبية (لسوء استخدامها) في إشغال الأفراد وانشغالهم عن بعضهم في نشر الإشاعات وانتهاك الخصوصيات، وصولاً إلى توظيفها كأداة إدمان مُسيئة في بث ثقافة الكراهية وسموم الإساءة للأفراد والمجتمع والأوطان في نهاية المطاف.
خلاصة:
باقة ورد للجنود المجهولين في إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية بالإدارة العامة لمكافحة الفساد والأمن الاقتصادي والإلكتروني؛ قبال الجهود المخلصة على مدار الساعة بعدما تزايدت قضايا السرقات وتفشّت ظواهر الاحتيال عبر التطبيقات الإلكترونية المختلفة، ما استدعى الحدّ منها ومكافحتها بزيادة إجراءات الوقاية الحازمة. وفي ذات الوقت، نُهيب بمُضاعفة الجهود لمراقبة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة، خصوصا حسابات الانستغرام الشخصية. 

بعدما غصّت بمظاهر التّنمر الإلكتروني التي عُدّتْ تحديّاً للمجتمع، حيث تزايد ضحاياه في الآونة الأخيرة بأساليب التحرش والخداع والتنكّر والتصيّد وانتحال الشخصيات والإهانة المباشرة وصولاً إلى المطاردة التي تُلاحق فيها الحسابات أو الأشخاص عبر توجيه التعليقات المُزعجة وعبارات الإساءة الجارحة لحملهم على الردّ بنفس الطريقة المسيئة.

كاتب وأكاديمي بحريني

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .