صحيفة “لوكانار أنشينيه” الفرنسية، تحدثت عن أن مؤسس وصاحب تطبيق تلغرام، المواطن الروسي الإماراتي الفرنسي بافيل دوروف، تلقى دعوة على العشاء من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وما إن هبطت طائرته قادمة من أذربيجان حتى تم اعتقاله.
وقد قال الناطق باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) دميتري بيسكوف إن القضية التي تستهدف مؤسس تطبيق “تلغرام” الروسي الفرنسي الإماراتي بافيل دوروف الذي أوقف في فرنسا، يجب ألا “تتحول إلى اضطهاد سياسي”، وقال المسؤول الروسي، إن موسكو “ستراقب ما سيحدث” في القضية، التي تستهدف بافيل المتّهم بارتكاب جرائم على صلة بخدمة الرسائل المشفرة للتطبيق.
الأربعاء الماضي، أعلنت النيابة العامة الفرنسية، أن دوروف الذي أوقف السبت في 24 من الشهر الحالي في فرنسا، وجه إليه الاتهام بارتكاب جرائم على صلة بخدمة الرسائل المشفرة للتطبيق وأطلق سراحه، لكنه وضع تحت رقابة قضائية صارمة.
إن صح الخبر، فهذه خديعة رسمية كبرى لمواطن روسي يحمل الجنسيتين الفرنسية والإماراتية، لكن دوروف يبقى مواطنا روسياً يتمتع بحقوقه السيادية بشكل كامل. السؤال الملح، لماذا يعتقل مثل هذا الشخص العبقري في فرنسا بلد الحريات والديمقراطية وحرية الرأي؟
هناك، عدة احتمالات لهذا الاعتقال المستغرب في فرنسا، وهو على الأغلب قد يكون كما تم تنفيذه بطلب من دولة ثانية غير فرنسا.
الاحتمال الأول، أن يكون متصلا بدور ما للتطبيق، في حجب بيانات أو معلومات لها صلة بحرب روسيا في أوكرانيا، وهنا قد تكون الولايات المتحدة خلف الاعتقال عن طريق فرنسا. الاحتمال الثاني، أن تكون فرنسا نفسها بحاجة لفك الشيفرة والحصول على المعلومات بغية الاستفادة منها.
والاحتمال الثالث، أن يكون الاعتقال لمصلحة إسرائيل، باعتبار أن حركة حماس التي تقاتل من أنفاق غزة، لم يعد لها أي حساب على أي تطبيق إعلامي لتوزيع بياناتها ومواقفها من المعركة سوى تطبيق تلغرام، فجرى اعتقال صاحب التطبيق لسحب المعلومات والبيانات منه، أو من أجل مراقبة الحركة التي لا تزال تقاتل وتطلق النار من غزة.
هل هذه الاحتمالات منطقية؟ وأي منها وقف خلف اعتقال المواطن الروسي الفرنسي الإماراتي؟
بالتأكيد لن نعرف الجواب بسهولة، وقد تكشف لنا التطورات المقبلة كل الخفايا أو لا تكشف، لكن المؤكد في هذه الأوقات أن العلم عند الله وحده ولا شريك معه في ذلك.
كاتب وأستاذ جامعي من لبنان