رغم أن الشيوعية مرض تم القضاء عليه مثل الجدري والبلهارسيا والطاعون، إلا أن هناك بعض أنصارها من السهل ترقيمهم برقم مسلسل، لكن ما يهم هو أن الكاتب والأديب الذي يطلق على نفسه “شيوعيا” – عندنا نماذج في بعض الجمعيات – يعيش تناقضا حادا ولا يعرف كيف يقترب من عالم الأدب والفنون، ولا يعبر عنهما بصورة تتناسب مع ما تحظى به نظرياتهم الاقتصادية والاجتماعية البالية من اهتمام، إنما يعرض عرضا يختلط بما جاء في هذه النظريات.
ولهذا قال عنهم الكاتب الإيطالي ألبرتو مورافيا: “الفرد في عمومه أو خصوصه الذي يرضى بالنظريات الشيوعية في الاقتصاد والاجتماع لا يسعه إلا أن يأخذ بالآراء الشيوعية في فلسفة الجمال، أو ينظر إليها على الأقل نظرة الرضا والتعاطف، ومع هذا فإن أي خلط بين الآراء الشيوعية في الجمال وبين النظريات الشيوعية في الاقتصاد والاجتماع لا يمكن أن يؤدي في آخر الأمر إلا إلى تعريف للفن على قدر كبير من التعقيد والجفاف، فالفن في حقيقته على قدر من الأصالة بحيث لا يمكن له إلا أن يلتزم بنضج الذوق التزامه بتطور الثقافة وقوة التعبير، والتاريخ لا ينكر هذه الحقيقة أبدا، فالفن مهما بلغ من العمق كان على الدوام نتاجا متمهل النضج متعاليا، كان يبدو دائما فوق قمة المدنية، إذ إنه الثمرة الخالدة للغرس الإنساني، فالفن لن يعترف بالشيوعية إلا عندما تتوقف الشيوعية عن اعتبار نفسها أما لهم”.
النماذج التي عندنا أصدرت كتبا وروايات، لكن في مجملها لم تخرج عن بناء الشخصية المتهالكة المدمرة، وليس فيها أي نوع من الأصالة، وعندما تناقشنا معهم في إحدى الندوات رأيناهم أسرى لطقوس وشعائر لا تمت للفن والأدب بصلة.
*كاتب بحريني