لا يمكن أن تكون الصحافة بمعزل عن الناس أبدا، وإلا فقدت وظيفتها في تنوير الناس وتطويرهم، فالصحافة صوت الشعب، هذه القاعدة نعرفها نحن المشتغلون في الصحافة، لكن مؤخرا بدأنا نسمع قافية تقليدية من البعض، وللأسف من يحسب على الوسط الثقافي والفني، حيث يصفنا بالمقصرين بحق الأدب في كتاباتنا الصحافية، ووضعنا أشبه بالأماكن البعيدة، لا أعرف من أين جاء بهذا الاستنتاج ونحن نسير وحيدين مهيبين نكتب وننشر النقد السينمائي والمسرحي وقراءة في الكتب والروايات وعن المعارض التشكيلية أيضا.
هذه النظرة القاصرة ذكرتنا بحادثة بنت الشاطئ عندما كتبت كلمة عتاب ولوم للأدباء في مصر الذين يعملون في الصحافة، ووصفتهم بالتقصير بحق الأدب في كتاباتهم الصحافية، وحملتهم تبعات إهمال الصحافة للأدب، حينها انتفض الكاتب يوسف السباعي ورد عليها بالقول: “أرى الدكتورة قد خلطت بين صفتين للكتاب الذين اختارتهم، الدكتور طه حسين والأستاذ عباس محمود العقاد، وهاتان الصفتان هما صفة كل منهما كأديب وككاتب صحافي، والذي أفهمه هو أن صفة الكاتب الصحافي أعم وأشمل من صفة الأديب، وأن أستاذنا طه حسين حين يعمل رئيسا لتحرير جريدة الجمهورية، وأستاذنا العقاد حين يكتب يومياته في جريدة، لا يمكن أن نحدد عملهما في حدود إنتاج الأديب فقط، بل المفروض أن يتسع نطاق إنتاجهما ليشمل المجال العام كله، سواء كان ذلك في النطاق العالمي أو المحلي، وسواء كان فيما يختص بالسياسة أو حياة الناس وشؤونهم الجارية. طه حسين لم يترك حدثا يشغل الناس إلا علق عليه وأبدى فيه وجهة نظره، ولم يمنعه ذلك من أن ينقد ما قرأه من كتب في الأدب العربي أو الأجنبي، وكذلك أستاذنا العقاد”.
لذا نتمنى أن يمسح البعض الغبش عن عينيه ليرى الحقيقة، أو بالمعنى الأصح.. متابعة صفحة مسافات بـ “البلاد”.
كاتب بحريني