قد يظن كثيرون أن الطريق دائمًا مفروش بالورود، وأن أسعد الناس من يمشي ومن حوله أنواع الورد تتباهى من كل صوب وتجزل عليه بالعطايا والهبات، وفي ذلك تأتينا فرصة النجاح واحتفالات المتفوقين التي عشنا تفاصيل أحداثها الأيام الماضية لتكون النموذج الأمثل لنا في تغيير الظن واستبداله بالصورة الحقيقية، لعلها تكون خطوة نحو المسار لكل من يراه سهلاً بهذه الطريقة، وكم استمعنا لعدد غير قليل من المتفوقين وهم يتحدثون في أغلب المقابلات عما أوصلهم نحو تحقيق تلك النتيجة، والتي لم تأت إلا بعد تسخير كل طاقاتهم، والتركيز على جملة من الآمال والطموحات التي ارتسمت في أعماقهم وأذهانهم بعدة صور، وظلت تحاصرهم طوال مراحل الدراسة، وطوقتهم بوهج التميز والتألق، حتى أوقدت في ذواتهم فتيل الرغبة في التفوق المستمر وبلوغ أفضل النتائج، وبذلك فإنهم لا يرون الورد إلا في لحظة التكريم والاحتفاء، وفي ختام الرحلة ذاتها، ليكون التعبير الأصدق بأن الطريق ما كان سهلاً، لكنه هو الاختيار الذي جعلهم في ذات المسار وحزم الالتزام، وهما فعليًا من أبرز مفاتيح النجاح.
وهذا أعزائي القراء موقف من مواقف كثيرة، نستطيع أن نكون أبطالها إن أتقنا مهارة وضع الخيارات وحسن الاختيار، باعتبارها - إن اتفقتم معي - التدريب الأمثل على إتقان مهارة اتخاذ القرار، ولنا في ذلك أصدق ما يساعد الإنسان على موازنة الخيارات التي تجعله مرحبًا باستكمال المسير طالما شعر بأنه سيحصل على الورد في نهاية الطريق، أو يلجأ نحو تغييره بمسار آخر عندما يشعر بأن الأرض التي أمامه قد تكون قاحلة لا لون فيها ولا ورد. لذلك نحيي جميع المتفوقين إجمالاً، لأنهم مقبلون على طريق آخر والكل يرجو منهم السير بذات العزم ليكونوا النموذج الأبرز على أن الطريق يحتاج الجد مع الهمة ليحصلوا على الورد الأجمل في ذات المطاف، وكل عام وأنتم بخير.
- كاتبة وأكاديمية بحرينية