من أحدث السوالف هذه الأيام تلك المصطلحات التي ترافق الحدث “الترند” أو المنتج “الهبة”، فمن ترند “صينية الجبنة المشوية بالطماطم”، والتي ظلت تجوب العالم فترة من الزمن، إلى ترند “طبق الكشركونة”، وهي معكرونة بطريقة الكشري تباع في أحد مطاعم مصر، وهاهي تدور بين منصات التواصل الاجتماعي باعتبارها ترند الموسم ومن الوصفات السريعة واللذيذة.. ومن هبة “كأس الكريم كرامل المقلوب” إلى هبة “الجيز كيك المقلوب”، وجميع ما سبق هو محتوى رقمي في العديد من الحسابات التي تتفنن في الوصف أو طريقة استخدام الملعقة ووضعها في الفم والتلذذ بكل لقمة أمام الكاميرا، والقصد هو إيصال محتوى يلخص لذاذة الطبق والسبق في نقل الترند أو الهبة، حتى ضاع معها السابق واللاحق، ولكم أن تتأملوا الكلمتين حتى نصل لأصل كل منهما إن استطعنا.
وبصراحة سالفتي ما فيها سالفة، لأنها “كلمة ورد غطاها” تؤكد وجود الإبداع والقوة في طرح الأفكار وإطلاق المسميات والتعبير وسرعة التفاعل من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ما يعزز إمكانية ظهور شخصيات بمهارات عالية ومتعددة بمسميات جديدة تضاهي العناوين الخلابة التي تصف بعض المواقف والأحداث، لذلك أدعو كل من يرى في نفسه القدرة التي بدت تتنامى من خلال منصات التواصل الاجتماعي لأن يعيد التفكير والتخطيط لتحديد جوانب القوة التي لاقت فرصتها الرقمية دون قيود الصح والخطأ، ودرجات المدرسة، والعمل على بلورتها واستثمارها الواقعي وبشكل أفضل في تأسيس المشاريع الريادية أو إطلاق المبادرات المجتمعية، كما نراها مسارًا ونهجًا للبعض ممن اكتشفوا قدراتهم التسويقية الرقمية عبر الصدفة.. ودعوة أخرى لهم بعدم الملل والكلل، والثبات على المسير والسعي نحو شحذ طاقة التفكير، لأن العالم يحتاج إلى ترندات واقعية وهبات نقف لها احترامًا.
* كاتبة وأكاديمية بحرينية