+A
A-

احتقان عمره 6 سنوات.. مبادرة صلح بين أنصار فريقين جزائريين

أسفرت قرعة نصف نهائي كأس الجزائر لكرة القدم عن مباراة أولى تجمع بين مولودية الجزائر وشبيبة قسنطينة، غير أن الاحتقان بين أنصار الفريقين والذي يعود إلى 6 سنوات ماضية، أجبر فدرالية كرة القدم على جدولة اللقاء دون جمهور، فيما تعالت الأصوات المنادية بالإصلاح بين الطرفين.

فمنذ أن أعلن عن المواجهة المرتقبة بين عميدي الأندية الجزائرية، في ملعب وهران، حتى استحضر الأنصار والمتابعون الخلافات التي وقعت بين الفريقين في اللقاء الذي جمعهما في ملعب 5 يوليو بالجزائر العاصمة، والثاني الذي جمع مولودية الجزائر وشبيبة قسنطينة في قسنطينة وتسبب في مناوشات بين أنصار الفريق المحلي وأنصار الضيف العاصمي، والتي وصلت حد محاولة إغراق أحد الأنصار في وادي قرب الملعب.

وعقب إجراء القرعة سارعت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم إلى تنظيم لقاء جمع بين رئيس "الفاف" وليد صادي ورؤساء الفرق الأربعة المتأهلة، حول تنظيم المباريات، حيث تم الاتفاق على تنظيم المباراة الأولى دون جمهور.

أحداث عنف

القرار الذي اتخذ أحدث الإجماع بين الأسرة الكروية في الجزائر، وهذا نظرا إلى ما حدث سابقا بين أنصار الفريقين، وإلى الاحتقان الذي لا تزال تعرفه العلاقة بينهما، خاصة وأن الموسم الكروي الحالي 2023-2024 شهد أحداث عنف كثيرة.

وتعقيبا على القرار، أكد رئيس لجنة تسيير الرابطة الجزائرية المحترفة محمد أمين مسلوق، "تبني الاتحاد المحلي، مبادرة صلح بين أنصار مولودية الجزائر وشباب قسنطينة"، مؤكدا أنه "ابتداء من الموسم المقبل، ستكون هناك مبادرة صلح برعاية الفاف، بين جماهير مولودية الجزائر وشباب قسنطينة".

وفي أول تعليق له، ثمن رئيس مجلس إدارة فريق شباب قسنطينة، عبد الغاني قوراري، قرار الفاف، بخوض مباراة فريقه أمام مولودية الجزائر، في نصف نهائي كأس الجزائر، بدون جمهور، حيث اعتبره قرارا "حكيما"، وهذا "رغم أن المناصر جزء لا يتجزأ من المباراة، لكن نتأسف كون المرحلة الحالية تستدعي النظر في مصلحة الأنصار"، وعليه دعا "كل الأطراف الرياضية لخلق مبادرة صلح من أجل وضع حد لهذا الأمر، وتغليب الروح الرياضية".

مراهقون.. وصفحات أشعلت فتنة

أما رئيس مولودية الجزائر الحاج رجم، فقال في تصريح إعلامي:"اتخذنا قرار تنظيم المباراة بدون جمهور مجبرين، لتفادي أي مناوشات قد يسببها للاحتقان بين أنصار الفريقين. لو حدث أي مكروه سنكون جميعنا مسؤولين. كان على الجميع التدخل للصلح بينهما منذ سنة 2018، لكن ذلك لم يحدث، وهو ما نأسف له"، وعليه دعا الرجل الأول في مولودية الجزائر إلى المساهمة في تنظيم الصلح بين الطرفين:"في الحقيقة لا يوجد مشكل بين الأنصار. مجرد مناوشات تسبب فيها مراهقون أدت إلى هذا الصدع، ولهذا لا بد من الاستفادة من هذا الدرس، وأن لا نترك الأوضاع تزداد تعفنا مستقبلا".

من جهته قال اللاعب السابق لفريق مولودية الجزائر ابراهيم شاوش، بأن "بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ساهمت في الفتنة التي وقعت بين أنصار الفريقين سنة 2018، واليوم جاء دور الصفحات الجادة للمساهمة في استدراك الوضع"، وعليه طالب شاوش بضرورة "مشاركة جميع الفعاليات وخاصة من المجتمع المدني في إقامة الصلح بين الأنصار، وهذا من خلال تنظيم مباراة ودية بين الفريقين"، مستغربا عدم التحكم في الأنصار لدرجة اضطرار الاتحادية إلى تنظيم المباراة بدون جمهور: "الاتحادية لم تعثر على أي حل آخر لتجنب مأساة محتملة، فقامت بتنظيم المباراة بدون جمهور.

هناك العديد من الحلول الممكنة ومنها تلك الردعية، على غرار إدراج الأنصار مثيري الشغب في قائمة سوداء، ومنعهم من حضور المباريات أو إجبارهم على التنقل لمركز الشرطة للتوقيع على وثيقة الحضور في توقيت تنظيم المباريات.